سيدي ابن عربي : فلما سمعت الرؤيا واسم المرأة ، ولم يكن أحد من خلق الله تعالى علم مني ذلك ، علمت أنه تعريف من جانب الحق ، وفهمت من قوله إن هذا بعض ما تستحق أنها مكذوب عليها ، فقصدت المرأة وقلت : اصدقيني ، وذكرت لها ما كان من ذلك ، فقالت : كنت قاعدة قبالة البيت ، وأنت تطوف ، فشكرت الجماعة الذين كنت فيهم ، فقلت في نفسي : اللهم إني أشهدك أني قد وهبت له ثواب ما أعمله في يوم الاثنين وفي يوم الخميس ، وكنت أصومهما وأتصدق فيهما ، قال : فعلمت أن الذي وصل مني إليها بعض ما تستحق فإنها سبقت بالجميل ، والفضل للمتقدّم.
ومن نظم الشيخ محيي الدين بن عربي رحمه الله تعالى : [البسيط]
يا غاية السّؤل والمأمول يا سندي |
|
شوقي إليك شديد لا إلى أحد |
ذبت اشتياقا ووجدا في محبّتكم |
|
فآه من طول شوقي آه من كمدي |
يدي وضعت على قلبي مخافة أن |
|
ينشقّ صدري لمّا خانني جلدي |
ما زال يرفعها طورا ويخفضها |
|
حتّى وضعت يدي الأخرى تشدّ يدي |
وحكى سبط ابن الجوزي عن الشيخ محيي الدين أنه كان يقول : إنه يحفظ الاسم الأعظم ، ويقول: إنه يعرف السيميا بطريق التنزل ، لا بطريق التكسب ، انتهى والله تعالى أعلم ، والتسليم أسلم.
ومن نظم الشيخ محيي الدين قوله : [السريع]
ما فاز بالتّوبة إلّا الّذي |
|
قد تاب قدما والورى نوّم |
فمن يتب أدرك مطلوبه |
|
من توبة النّاس ولا يعلم |
وله رحمه الله تعالى من المحاسن ما لا يستوفى.
وأنشدني لنفسه بدمشق صاحبنا الصوفي الشيخ محمد بن سعد الكلشني ـ حفظه الله تعالى! ـ قوله (١) : [الطويل]
أمولاي محيي الدّين أنت الّذي بدت |
|
علومك في الآفاق كالغيث مذ همى |
كشفت معاني كلّ علم مكتّم |
|
وأوضحت بالتّحقيق ما كان مبهما |
__________________
(١) في الأصول وفي ه : أثبت أولا ثلاثة الأبيات التي مر ذكرها في صفحة ٣٠٥ والتي أولها :
شيخنا الحاتمي في الكون فرد |
|
وهو غيث وسيد وإمام |