درهم ، حتى كان رسول الله هو الذي فسّر لهم ذلك ، ونزل الحج فلم يقل لهم طوفوا أسبوعاً حتى كان رسول الله هو الذي فسّر لهم ذلك ، ونزلت (أَطِيعُوا الله وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ) (١) ونزلت في علي والحسن والحسين ، فقال رسول الله في علي «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، فقال (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي ، فإنّي سألت الله أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما عليَّ الحوض فأعطاني ذلك. وقال : لا تعلموهم فهم أعلم منكم. وقال : إنّهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم باب ضلالة.
فلو سكت رسول الله فلم يبين من أهل بيته لادّعاها آل فلان وآل فلان ، لكن الله أنزل في كتابه تصديقاً لنبيّه (إِنَّما يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (٢) ، فكان علي والحسن والحسين وفاطمة فأدخلهم رسول الله تحت الكساء في بيت أم سلمة ثمّ قال : اللَّهمّ إنّ لكل نبي أهلًا وثقلًا ، وهؤلاء أهلي وثقلي. فقالت أم سلمة : ألست من أهلك؟ قال : إنّك إلى خير ، ولكن هؤلاء أهلي وثقلي. فلما قُبض رسول الله كان علي (عليه السّلام) أولى الناس بالناس ، لكثرة ما بلَّغ فيه رسول الله وإقامته للناس وأخذه بيده ، فلما مضى عليُّ (عليه السّلام) لم يكن يستطيع عليّ (عليه السّلام) ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحداً من ولده .. إذن لقال الحسن والحسين إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك ، وبلغ فينا رسول الله كما بلغ فيك ، وأذهب عنّا الرجس كما أذهبه عنك ، فلما مضى علي كان الحسن أولى بها لكبره ، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك ، والله عز وجل يقول (وأُولُوا الأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ الله) (٣) فيجعلها في ولده .. إذن لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك ، وبلغ فيَّ رسول الله كما بلغ فيك وفي أبيك ، وأذهب الله عني
__________________
١) سورة النساء : الآية ٥٩.
٢) سورة الاحزاب : الآية ٣٣.
٣) سورة الانفال : الآية ٧٥ ، سورة الاحزاب : الاية ٦.