والرسل ثم أنكر نبوة رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، لأنّ طاعة آخرنا كطاعة أوّلنا ، والمنكر لآخرنا كالمنكر لأوّلنا ، أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس إلَّا من عصمه الله» (١).
وروى الصدوق عن أبيه عن سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي عبد الله (عليه السّلام) أنّه قال في قول الله عز وجل (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ) (٢) ، فقال (عليه السّلام) : «الآيات هم الأئمّة ، والآية المنتظرة القائم فيومئذ لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه (عليهم السّلام)» (٣).
في أنّه أشبه النّاس برسول الله ، وله اسمه وكنيته : ما رواه الصدوق في كمال الدين عن أبيه ومحمد بن الحسن ومحمد بن موسى المتوكل ، عن سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد بن يحيى العطار ، جميعاً عن أحمد بن محمد بن عيسى وإبراهيم بن هاشم وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، جميعاً عن أبي علي الحسن بن محبوب السراد عن داود بن الحصين عن أبي بصير عن الصادق جعفر بن محمد (عليه السّلام) عن آبائه قال : «قال رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) : المهدي من ولدي ؛ اسمه اسمي ، وكنيته كنيتي ، أشبه النّاس بي خلقاً وخُلقاً ، تكون له غيبة وحيرة حتى تضل الخلق عن أديانهم ، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملؤها قسطاً وعدلًا كما ملئت ظلماً وجوراً» (٤).
في أنّ من الابتلاء للخلق في زمان غيبته أن يشك البعض في ولادته : ما رواه الشيخ الصدوق في كمال الدين عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله
__________________
١) كمال الدين ص ٢٩١.
٢) سورة الانعام الآية ١٥٨.
٣) كمال الدين : ج ١ ، ص ٣٣٦.
٤) كمال الدين : ج ١ ، ص ٢٨٧.