عن أحمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى الكلابي عن خالد بن نجيح عن زرارة بن أعين ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السّلام) يقول : «إن للقائم غيبة قبل أن يقوم. قلت له : ولِمَ؟ قال : يخاف ، وأومأ بيده إلى بطنه ، ثم قال : يا زرارة هو المنتظر وهو الذي يشك الناس في ولادته ؛ منهم من يقول هو حمل ، ومنهم من يقول هو غائب ، ومنهم من يقول ما ولد ، ومنهم من يقول ولد قبل وفاة أبيه بسنتين ، غير أن الله تبارك وتعالى يحبّ أن يمتحن الشيعة ، فعند ذلك يرتاب المبطلون» (١).
ما ورد من النص على أنّه قد ولد ، وأنّه يحضر موسم الحج فيعاين الخلق ، وقد رآه من جملة من رآه نائبه الخاص (في الغيبة الصغرى) محمد بن عثمان العمري في الموسم متعلقاً بأستار الكعبة. وأهمية مثل هذا النص أنّه يؤكد ليس فقط ولادته بل اتصاله بالخلق ، وذلك أنّ قضية المهدي قضية اتفاقية بين المسلمين جميعاً لما ورد من النصوص المتواترة عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، ولكن الخلاف بينهم هو في أنّه هل سيولد في آخر الزمان كما يدعي غير الشيعة؟ أو أنّه ولد وأن أباه هو الحسن بن علي العسكري وأنّه غائب عن الأنظار بعد ما نص عليه أبوه (عليه السّلام) ورآه خلَّص شيعته كما تقدّم في النص الدال على إمامته ، وأن له غيبتين : غيبة صغرى كان يمارس فيها توجيه العباد عن طريق سفرائه الأربعة الخاصين وغيبة كبرى ، وأنّه سيظهر عند ما يأذن الله له كما هو الحق وبه يقول شيعة أهل البيت (عليهم السّلام).
فقد روى الشيخ الصدوق في الفقيه بسند صحيح عن عبد الله بن جعفر الحميري أنّه قال : سألت محمد بن عثمان العمري (رضى الله عنه) ، فقلت له : رأيت صاحب هذا الأمر؟ قال : «نعم ، وآخر عهدي به عند بيت الله الحرام ، وهو يقول : اللَّهمّ أنجز لي ما وعدتني. قال محمد بن عثمان (رضي الله عنه وأرضاه) : ورأيته صلوات الله عليه متعلقاً بأستار الكعبة وهو
__________________
١) كمال الدين : ج ١ ، ص ٣٤٢.