وأجاب العامة : بأنّ ذا اليدين اسم لشخصين أحدهما الذي قتل في السنة الثانية للهجرة ، وأمّا الذي يروي عنه أبو هريرة فهو رجل آخر وقد عاش إلى ما بعد حياة الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) وبقي إلى زمان معاوية ، حتى قيل إنه قتل في صفين.
وقال الصدوق في ذلك : قال البعض ويقصد به جماعة من الطرفين : إن هذه الأخبار مردودة لكون الرجل المذكور مجهولًا وغير معروف.
فأجاب عن ذلك في كتابه (من لا يحضره الفقيه) : إن من يقول بهذا الكلام كذاب ، فإنّ الرجل معروف وقد روى عنه المؤالف والمخالف ..
ثم قال (رحمه الله) : إن من ينكر سهو النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) هم الغلاة والمفوضة الذين قالوا : إن الله سبحانه قد فوض الأمر إلى نبيه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) والأئمة (عليهم السّلام).
ومن كلام الصدوق هذا يعلم مقدار ما استولى عليه من الغضب ، ممّا يدل على أن المسألة كانت مثار جدل كبير في ذلك الوقت حتى إنّه أثير بما كان يصدر من كلام حولها.
ونقل عن شيخه في المقام : إن محمد بن الحسن بن الوليد يقول : إن القول بنفي السهو عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) مطلقاً أول درجة من درجات الغلو (١).
__________________
١) قال عنه ابن الغضائري