وما نقله عن ابن الوليد كلام خطير جدّاً حتى إن الشيخ المفيد قد علق عليه بقوله : إن ابن الوليد مقصر في ذلك ، كما أن قول الصدوق : إن القول بنفي السهو عن النبي (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) قول الغلاة والمفوضة هو بنفسه غلو (١).
__________________
١) عبارة الشيخ المفيد كما نقلها صاحب البحار : ج ١٧ ، «وقال الشيخ المفيد نوّر اللّٰه ضريحه فيما وصل إلينا من شرحه على عقائد الصدوق (رضى اللّٰه عنه) : فأمّا نص أبي جعفر (رحمه اللّٰه) بالغلو على من نسب مشايخ القميين وعلمائهم إلى التقصير ، فليس نسبة هؤلاء القوم إلى التقصير علامة على غلو الناس إذن ، وفي جملة المشار إليهم بالشيخوخة والعلم من كان مقصراً ، وإنّما يجب الحكم بالغلو على من نسب المحقّقين إلى التقصير ، سواء كانوا من أهل قم أو غيرها من البلاد ، وسائر الناس. وقد سمعنا حكاية ظاهرة عن أبي جعفر محمد بن الحسن بن الوليد (رحمه اللّٰه) لم نجد لها دافعاً في التقصير ، وهي ما حكي عنه أنه قال : أوّل درجة في الغلو نفي السهو عن النبي (صلّى اللّٰه عليه وآله وسلّم) والإمام (عليه السّلام) ، فإنّ صحت هذه الحكاية عنه فهو مقصّر ، مع أنّه من علماء القميين ومشيختهم».