عنه : روى عنه المؤالف والمخالف؟! وبهذا يندفع ما ذكره في النقطة الرابعة من كلامه.
وأمّا ما ذكره في النقطة الثانية من كلامه أعني المصلحة المزعومة ، أي أن نوم الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) إنّما هو من أجل أن يعلم الناس بأنّه كان ينام وأن الذي لا تأخذه سنة ولا نوم هو الله عز وجل فيرد عليه : أن الله سبحانه أمر نبيه (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أن يقوم في الليل من نومه فقال (قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا. نِصْفَه أَوِ انْقُصْ مِنْه قَلِيلًا. أَوْ زِدْ عَلَيْه ورَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا. إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا. إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وأَقْوَمُ قِيلًا) (١) ، فالناس يعلمون بذلك سابقاً ولاحقاً فلا حاجة لتعليمهم بهذه الطريقة (٢).
وأمّا قوله بأنّ الحكمة اقتضت ذلك ، فرواية سعيد الأعرج برواية الكليني
__________________
عنه بهذا العنوان غير هذه الرواية التي نقل فيها أبو هريرة كلامه مع الرسول (صلّى اللّٰه عليه وآله وسلّم) ، وأما كتبهم الرجالية فقد وقفت على ذكره في كتاب الإصابة في تمييز الصحابة : ج ١ ، ص ٤٢٢؛وج ٣ ، ص ٣٣ ، أمّا ما في الأوّل فهو : «الخرباق السلمي ثبت ذكره في صحيح مسلم من حديث عمران بن حسين أنّ رسول اللّٰه سلم عن ثلاث ركعات ثم دخل منزله ، فقام إليه رجل يقال له الخرباق ، وروى العقيلي في الضعفاء والطبراني من طريق سعيد بن بشير فذكر حديث السهو ، قال ابن حبان : هو غير ذي اليدين ، وقيل هو هو». وأمّا ما في الجزء الثالث فهو : «٦٠٤١ ، عمير بن عبد عمرو بن نضلة بن عمرو بن الحارث بن عبد عمرو الخزرجي .. كذا نسبه ابن الكلبي ، وأبو عمر إلى نضلة بن عمرو فقال : ابن غسان بن سليمان بن مالك بن أفصى ، قال ابن إسحاق : كان يعمل بيديه جميعاً فقيل له ذو اليدين وشهد بدراً واستشهد بها ، وقال أبو عمر : قتل بأحد وزعم أنّه ذو اليدين وليس بذي الشمالين المقتول ببدر ، وجزم ابن حبان بأنّه ذو اليدين وغيره بأنّه ذو الشمالين». ويمكن أن يوجد ذكره في غير هذا الكتاب إلّا أنّني اكتفيت بذلك.
١) سورة المزمل : الآيات ٢ ـ ٦.
٢) كما أنّ هناك آيات صرّحت بأنّه (صلّى اللّٰه عليه وآله وسلّم) بشر رسول ، قال تعالى قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحىٰ إِلَيَّ أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ (سورة الكهف : الآية ١١٠) ، وقال تعالى : .. قُلْ سُبْحٰانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلاّٰ بَشَراً رَسُولاً. (سورة الإسراء : الآية ٩٣).