الشمس عليهم : «نمتم بوادي الشيطان». والرواية هي :
محمد بن الحسن بإسناده عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : «سمعته يقول : إنّ رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) رقد فغلبته عيناه فلم يستيقظ حتى آذاه حر الشمس ، ثمّ استيقظ فعاد ناديه ساعة وركع ركعتين ثمّ صلَّى الصبح وقال : يا بلال ، ما لك؟ فقال بلال : أرقدني الذي أرقدك يا رسول الله. قال : وكره المقام وقال : نمتم بوادي الشيطان» (١).
فإن معنى هذا هو أنّ النوم الذي حصل للرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) مثل أي نوم يحصل لسائر الناس ، وأنّه من الشيطان ، وهو ممتنع على الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) لأنّه نوم يقتضي حصول الغفلة عند الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وقد ورد في الروايات ذكر النوم الحاصل من الشيطان ، فإن فيها : يأتي الملك (٢) ويوقظ النائم إلى صلاة الصبح ، فإذا لم يقم ونام يأتي الملك ثانية ، وإذا لم يقم ونام مرة أُخرى يأتي الشيطان إليه فيلهيه عن القيام ويحسن له المنام حتى تطلع عليه الشمس ويفوته أداء الصلاة في وقتها. وقال الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في الرواية التي نحن بصدد الحديث عنها : «نمتم بوادي الشيطان». وهذا لا يجتمع مع ما ذكره الله تعالى في كتابه المنزل (إِنَّه لَيْسَ لَه سُلْطانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ. إِنَّما سُلْطانُه عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَه والَّذِينَ هُمْ بِه مُشْرِكُونَ) (٣). فنحن نعلم بأنّ الشيطان لا يمكنه أن يؤثّر
__________________
١) الوسائل : ج ٣ ، ص ٢٠٦ ، الباب ٦١ ، الحديث ١٠.
٢) جاء في البحار : ج ٨٧ ، «المحاسن ، عن أبيه ، عن صفوان ، عن خضر أبي هاشم ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : إنّ لليل شيطاناً يقال له الزهاء ، فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة قال له : ليست ساعتك ، ثمّ يستيقظ مرّة أُخرى ، فيقول : لم يأن لك. فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتّى يطلع الفجر ، فإذا طلع الفجر بال في أذنه ، ثمّ انصاع يمصع بذنبه فخراً ويصيح ..».
٣) سورة النحل : الآيتان ٩٩ ـ ١٠٠.