الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف خلقه نبيّنا محمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
وبعد فهذه الأوراق حصيلة محاضرة سماحة المرجع الديني آية الله المعظم الشيخ الميرزا جواد التبريزي دام ظله الوارف على رؤوس المسلمين ، في ضمن محاضراته الفقهية التي يلقيها على ثلة من طلاب العلوم الإسلامية ، وقد بيّن فيها حكم لبس السواد في الصلاة ، وفي سائر الأوقات ، الأمر الذي يقوم به أهل الحداد والحزن.
ونظراً إلى أنّ المسألة من المسائل الحساسة ولا سيما في هذا العصر ، حيث يلبس السواد في أيام عاشوراء ووفيات الأئمة (عليهم السّلام) جمع غفير من المؤمنين الموالين لأهل البيت (عليهم السّلام) فيصابون من قبل أعدائهم بوابل من التهم والافتراءات مما قد يؤثر على بعض النفوس الضعيفة ، أكَّد سماحته أهمية هذا اللبس في هذه الأيام ، وأنّها شعيرة من الشعائر التي ينبغي المواظبة عليها والاهتمام بها ، لتكون معلماً من معالم الولاء لأهل البيت (عليهم السّلام) ، فإن شيعتهم يفرحون لفرحهم ويحزنون لحزنهم.
ثمّ إن في لبس هذا الشعار إظهاراً لمظلومية أهل البيت (عليهم السّلام) واستنكاراً على ما أصابهم من أنواع البلاء والمحن ، يكون منبهاً للآخرين فيدفعهم لقراءة سيرتهم وسيرة حكَّام زمانهم فيعرفون الفرق الكبير بين السيرتين ، بين الحق والباطل ، بين الإسلام