وأتى به رجاء ذلك الثواب فإنّه يعطى إيّاه وإن لم يقله الرسول (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أو المعصوم (عليه السّلام) ، لاشتباه الراوي ، أو لاعتماده في النقل على آخر ، ويعبّر عن هذه الأخبار ب (أخبار من بلغ) وعن القاعدة ب (التسامح في أدلَّة السنن).
واختلف في المراد من هذه الروايات على وجوه منها :
الأول : إن ما يشترط تحققه في حجية الأخبار الدالة على حكم إلزامي (الوجوب والحرمة) أو المستلزمة لحكم إلزامي ك (النجاسة والملكية والزوجية) ، غير مأخوذ في الأحكام غير الإلزامية ، أعني الاستحباب والكراهة.
وبعبارة أُخرى : إن الخبر في غير الأحكام الإلزامية معتبر وإن كان ضعيف السند ، ما لم يحصل العلم بكذبه ، لعدم اشتراط شيء في اعتبار حجيته.
__________________
آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول اللّٰه (صلّى اللّٰه عليه وآله وسلّم) : من وعده اللّٰه على عمل ثوابا فهو منجزه له ومن أوعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيارو روى الصدوق في (التوحيد) محمد بن الحسن عن الصفار عن محمد بن الحسين وأحمد بن أبي عبد اللّٰه عن علي بن محمد مثله. محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن هشام ابن سالم عن أبي عبد اللّٰه (عليه السّلام) قال : من سمع شيئاً من الثواب على شيء فصنعه كان له وإن لم يكن على ما بلغه. ورواه ابن طاوس في (كتاب الإقبال) نقلاً من كتاب هشام بن سالم الذي هو من جملة الأُصول عن الصادق (عليه السّلام) مثله. وعن محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن عمران الزعفراني عن محمد بن مروان قال سمعت أبا جعفر (عليه السّلام) يقول : من بلغه ثواب من اللّٰه على عمل فعمل ذلك العمل التماس ذلك الثواب أُوتيه وإن لم يكن الحديث كما بلغه أحمد بن فهد في (عدّة الداعي) قال : روى الصدوق عن محمد بن يعقوب بطرقه إلى الأئمّة (عليهم السّلام) أنّ من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له من الثواب ما بلغه وإن لم يكن الأمر كما نقل إليه. علي بن موسى بن جعفر بن طاوس في (كتاب الإقبال) عن الصادق (عليه السّلام) قال : من بلغه شيء من الخير فعمل به كان له وإن لم يكن الأمر كما بلغه.