الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) ، فقال : ألا أريك التربة التي يقتل فيها؟ قال : فخسف ما بين مجلس رسول الله إلى المكان الذي قتل فيه حتى التقت القطعتان ، فأخذ منها ، ودحيت في أسرع من طرف العين ، فخرج وهو يقول : طوبى لك من تربة وطوبى لمن يقتل حولك.
قال : وكذلك صنع صاحب سليمان ، تكلم باسم الله الأعظم فخسف ما بين سرير سليمان وبين العرش من سهولة الأرض وحزونتها حتى التقت القطعتان ، فاجتر العرش ، قال سليمان : يخيّل إلىّ أنّه خرج من تحت سريري ، قال : ودحيت في أسرع من طرفة العين (١).
٣ ـ أبي عن سعد عن علي بن إسماعيل وابن أبي الخطاب وابن هشام ، جميعاً عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ، عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : نعي جبرئيل (عليه السّلام) الحسين (عليه السّلام) إلى رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) في بيت أُمّ سلمة ، فدخل عليه الحسين وجبرئيل عنده فقال : إن هذا تقتله أُمتك. فقال رسول الله : أرني من التربة التي يسفك فيها دمه. فتناول جبرئيل قبضة من تلك التربة فإذا هي تربة حمراء ، فلم تزل عند أُم سلمة حتى ماتت (رحمها الله) (٢).
فعلى الجميع أن يتوسل بالإمام الحسين (عليه السّلام) وأن يطلب منه المدد ، فإنّ التوسل بالإمام الحسين (عليه السّلام) يرفع الشبهات عن وجه الحقيقة ، ويكون الدليل بذلك حياً ، والتوسل بأهل البيت (عليهم السّلام) والبكاء عليهم ما هو إلَّا محافظة على هذا الدليل ؛ فالإمام الحسين (عليه السّلام) دليل محكم على أحقية الشيعة ومذهبهم ، فتوسلوا بهذا العظيم ، وابكوا عليه ، وأقيموا شعار الحزن في أيام مصيبته ، فإنّ الملائكة بكت وتبكي عليه ، وإنّ الله سبحانه وتعالى يريد إبقاء هذا الدليل ، ويتمّ ذلك بإقامة مجالس العزاء ، والاشتراك فيها ،
__________________
١) بحار الأنوار.
٢) بحار الأنوار.