إنّ الإمام الحسين (عليه السّلام) يعلم بأنّه سوف يستشهد ، ومع ذلك حمل روحه على كفيه وخرج طالباً الشهادة ، وما ذلك إلَّا من أجل إحياء الدين وشريعة سيد المرسلين (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم).
وقد أخبر (عليه السّلام) باستشهاده عن أبي عبد الله (عليه السّلام) عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي (عليه السّلام) قال : قال : والذي نفس حسين بيده لا ينتهي ملك بني أمية ملكهم حتى يقتلوني وهم قاتلي ، فلو قد قتلوني لم يصلوا جميعاً أبداً ، ولم يأخذوا عطاء في سبيل الله جميعاً أبداً ، إنّ أوّل قتيل في هذه الأمة أنا وأهل بيتي ، والذي نفس حسين بيده لا تقوم الساعة وعلى الأرض هاشمي يطرق.
وعن أبي جعفر (عليه السّلام) قال كتب الحسين بن علي من مكة إلى محمد بن علي : بسم الله الرحمن الرحيم ، من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قِبَله من بني هاشم ، أمّا بعد فإن من لحق بي استشهد ، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح. والسلام.
كما أخبر باستشهاده النبي محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) من يوم ولادته ، وإليك هذه الأخبار :
١ ـ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : لمّا ولدت فاطمة الحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله فقال له : إن أُمّتك تقتل الحسين من بعدك. ثم قال : ألا أريك من تربتها؟ فضرب بجناحه فأخرج من تربة كربلاء فأراها إيّاه ، ثمّ قال : هذه التربة التي يقتل عليها (١).
٢ ـ أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله (عليه السّلام) قال : إنّ جبريل أتى رسول الله والحسين يلعب بين يدي رسول الله (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فأخبره أنّ أُمته ستقتله ، قال : فجزع رسول
__________________
١) بحار الأنوار.