سبحانه؟ وعموماً ماذا تعني الولاية التكوينية للأئمة (عليهم السّلام)؟
باسمه تعالى الغلاة هم الذين غلوا في النبي والأئمة أو بعضهم (عليهم السّلام) بأن أخرجوهم عمّا نعتقد في حقّهم من كونهم وسائط ووسائل بين الله وبين خلقه ، وكونهم وسيلة لوصول النعم من الله إليهم ، حيث إنه ببركتهم حلَّت النعم على العباد ، ورفع عنهم الشرور ، قال الله سبحانه (وابْتَغُوا إِلَيْه الْوَسِيلَةَ) ، كأن التزموا بكونهم شركاء لله تعالى في العبودية والخلق والرزق ، أو أنّ الله تعالى حلّ فيهم ، أو أنهم يعلمون الغيب بغير وحي أو إلهام من الله تعالى ، أو القول في الأئمة (عليهم السّلام) أنّهم كانوا أنبياء ، والقول بتناسخ أرواح بعضهم إلى بعض ، أو القول بأنّ معرفتهم تغني عن جميع التكاليف ، وغير ذلك من الأباطيل وعليه فالاعتقاد بأنّ للأئمة مقاماً لا يبلغه ملك مقرّب ولا نبيّ مرسل ما عدا نبيّنا محمد (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) أو الاعتقاد بالمضامين التي جاءت في الزيارة الجامعة الكبيرة بنوعها صحيح ، يوافق عقيدة المؤمن.
وأمّا آية (يَدُ الله مَغْلُولَةٌ) .. فهي ناظرة إلى اليهود ولا تشمل مثل هؤلاء بمدلولها.
وأمّا الولاية التكوينية ، فهي التصرّف التكويني بالمخلوقات سواء كانت إنساناً أو غيره ، ويدلّ عليها آيات ، منها قوله تعالى (وأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَإِذا هِيَ تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ. فَوَقَعَ الْحَقُّ وبَطَلَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ. فَغُلِبُوا هُنالِكَ وانْقَلَبُوا صاغِرِينَ) (١) ومنها قوله تعالى (إِذْ قالَ الله يا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وعَلى والِدَتِكَ إِذْ أَيَّدْتُكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وكَهْلًا وإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتابَ والْحِكْمَةَ والتَّوْراةَ والإِنْجِيلَ وإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنْفُخُ فِيها فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وتُبْرِئُ الأَكْمَه والأَبْرَصَ بِإِذْنِي) .. (٢) ، حيث أسند الله الفعل إلى الأنبياء. وغيرها من الآيات.
وبما أنّه لا يحتمل أن يكون ذلك ثابتاً للأنبياء دون نبيّنا (صلَّى الله عليه وآله وسلَّم) فذلك ثابت لنبيّنا
__________________
١) سورة الأعراف ، الآيات ١١٧ ـ ١١٩.
٢) سورة المائدة ، الآية ١١٠.