ومن ذلك ما روى عن النبي صلىاللهعليهوآله « يا علي ما عرف الله إلاّ أنا وأنت ، وما عرفني إلاّ الله وأنت ، وما عرفك إلاّ الله وأنا » (١).
فقد صحّ أنّهم خزّان العلم وعيبته ، وصاحب الدرجة العليا يطيق حمل الدنيا ، وصاحب الدنيا لا يطيق حمل العليا. كما مرّ في حديث أبي ذرّ وسلمان ، إذا كان أبو ذرّ في التاسعة من درجات الإيمان ، وسلمان في العاشرة ، فوضح ما ادّعيناه والله أعلم.
[ ٣٦٤ / ١٠ ] محمّد بن الحسن الصفّار ، عن يعقوب بن يزيد ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن منصور ، عن مخلّد بن حمزة بن نصر ، عن أبي الربيع الشامي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : كنت معه جالساً ، فرأيت أنّ أبا جعفر قد نام ، فرفع رأسه وهو يقول : « يا أبا الربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لا تدري ما كنهه » قلت : ما هو جعلني الله فداك؟ قال : « قول أبي علي بن أبي طالب عليهالسلام (٢) : إنّ أمرنا صعب مستصعب ، لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب ، أو نبيّ مرسل ، أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان.
يا أبا الربيع : ألا ترى أنّه قد يكون ملك ولا يكون مقرّباً ، ولا يحتمله إلاّ مقرّب ، وقد يكون نبي وليس بمرسل ، ولا يحتمله إلاّ مرسل ، وقد يكون مؤمن وليس بممتحن ، ولا يحتمله إلاّ مؤمن قد امتحن الله قلبه للإيمان » (٣).
[ ٣٦٥ / ١١ ] سلمة بن الخطّاب ، عن القاسم بن يحيى ، عن جدّه ، عن أبي
__________________
١ ـ أورده البرسي في مشارق أنوار اليقين : ١١٢ ، والاسترآبادي في تأويل الآيات ١ : ١٣٩ / ١١٨ و ٢٢١ / ذيل حديث ١٥.
٢ ـ في نسخة « س » : علي بن الحسين عليهالسلام.
٣ ـ بصائر الدرجات : ٢٦ / ١ ، وعنه في البحار ٢ : ١٩٧ / ٤٩.