وقع إلى هذا الخلق المعكوس الضالّ عن الله ، الراغب عن أولياء الله ، وما لله من خبر إلاّ وهم أخصّ به لسرّه وهو عندهم ، ( وقد اُصين من جهلهم ) (١) وإنّما ألقى الله إليهم ليكون حجّة عليهم ».
قال المفضّل : يا مولاي فكيف يدرى (٢) ظهور المهدي عليهالسلام وإليه التسليم؟
قال عليهالسلام : « يا مفضّل يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ، وينادى بإسمه وكنيته ونسبه ، ويكثر ذلك على أفواه المحقّين والمبطلين ، والموافقين والمخالفين ، لتلزمهم الحجّة بمعرفتهم (٣) به ، على أنّه قد قصصنا ودللنا عليه ، ونسبناه وسمّيناه وكنّيناه ، وقلنا : سميّ جدّه رسول الله صلىاللهعليهوآله وكنيّه لئلاّ يقول الناس : ما عرفنا له إسماً ولا كنية ولا نسباً.
والله ليتحقّق الإيضاح به وبإسمه ونسبه وكنيته على ألسنتهم ، حتى ليسمّيه بعضهم لبعض ، كلّ ذلك للزوم الحجّة عليهم ، ثمّ يظهره الله كما وعد به جدّه صلىاللهعليهوآله في قوله عزّ وجلّ ( هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون ) (٤) ».
قال المفضّل : يا مولاي فما تأويل قوله تعالى ( ليظهره على الدين كلّه ولو كره المشركون )؟
قال عليهالسلام : « هو قوله تعالى ( وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كلّه
__________________
١ ـ ما بين القوسين لم يرد في البحار.
٢ ـ في البحار : بدؤ.
٣ ـ في نسختي « س و ض » : لتكن منهم الحجة لمعرفتهم.
٤ ـ التوبة ٩ : ٣٣.