وقال أيضاً : «البينة على من ادّعى ، واليمين على من ادّعي عليه». (١)
إلى غير ذلك من الروايات الحاكية عن قضائه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وقضاء من نصبه لذلك المنصب.
٣. انّه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) سائس وحاكم وإمام يدير دفة الحكم والسياسة ويقود الأُمّة بسياسته الحكيمة إلى ما هو الأصلح ، فيؤمّن الطرق ، ويجلب الأرزاق ، ويحفظ النواميس ، ويسدّ الثغور ، إلى غير ذلك مما تقتضيه إدارة المجتمع ممّا لا محيص عنه ، وقد أشار إلى شيء من وظائف الحاكم بقوله : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ). (٢)
والنبي الخاتم قد قام بإنجاز كلّ ما تقتضيه المناصب الثلاثة التي منحت له ، فبما أنّه كان رسولاً ، بيّن الشرائع الإلهية في العبادات والمعاملات والإيقاعات والسياسات.
كما أنّه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) حكم بالأيمان والبيّنات بما أنزل الله تبعاً لقوله سبحانه : (وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ ما أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكَ). (٣) كما أنّه أسّس حكومة إسلامية وأرسى قواعدها طيلة إقامته في المدينة ، فجهّز الجيوش وبعث البعوث العسكرية إلى مختلف المواطن وراسل الملوك والأُمراء يدعوهم إلى الانضواء تحت راية الإسلام ، إلى غير ذلك من مئات الأعمال التي قام بها النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) والتي لا يسع المقام لذكر معشارها.
ثمّ إنّ المنصب الأوّل بمعنى كونه طرف الوحي ، مختص به (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، وأمّا
__________________
(١) (الوسائل : ١٨ ، الباب ٣ من أبواب كيفية الحكم ، الحديث ١.)
(٢) (الحج : ٤١.)
(٣) المائدة : ٤٩.