وإلى ما يتوقّف حصول مقصوده على ترتيب الحكم عليه. وإن لم يكن ذلك الحكم وافيا بتحصيل المقصود دون الحكم الآخر.
وعلى هذا فامتناع مناسبة الوصف الواحد للحكمين بالتفسير الأوّل وإن كان لازما فلا يمتنع أن يكون مناسبا للحكمين بالتفسير الثاني.
وإذا عرف أنّ معنى مناسبة الوصف للحكمين توقف حصول المقصود منه على شرع الحكمين لم يمنع أن يكون الوصف مناسبا لهما من جهة واحدة. (١)
البحث الثالث : في أقسام التعليل
اعلم أنّ كلّ حكم ثبت في محلّ فإمّا أن يكون علّة ذلك الحكم نفس المحلّ ، أو جزءا منه ، أو خارجا عنه.
والخارج إمّا أن يكون عقليا ، أو عرفيا ، أو شرعيا ، أو لغويا.
والعقلي إمّا وصف حقيقي ، أو إضافي ، أو سلبي ، أو ما يتركّب من هذه الأقسام ، أعني الحقيقية مع الإضافية أو مع السلبية ، أو الإضافية مع السلبية ، أو الحقيقية مع السلبية ، أو الحقيقية مع الإضافية والسلبية.
فالحقيقية مطعوم فيكون ربويا.
والإضافية مكيل فيكون ربويا.
__________________
(١) في نسخة «أ» : تمّ المجلد الثالث ويتلوه الرابع.