البحث السّادس : في الشبه (١)
وفيه مطلبان :
المطلب الأوّل : في ماهيته
اختلف الناس في تفسيره مع أنّ اسم الشبه وإن أطلق على كلّ قياس ألحق الفرع فيه بالأصل بجامع بشبهه فيه.
فقال قوم : إنّه ما تردّد الفرع فيه بين أصلين ، ووجد فيه المناط الموجود في كلّ واحد من الأصلين ، إلّا أنّه يشبه أحدهما في أوصاف هي أكثر من الأوصاف التي بها مشابهته للآخر ، فإلحاقه بما هو أكثر مشابهة هو الشبه ، كالعبد المقتول خطأ إذا زادت قيمته على دية الحرّ ، فإنّه قد اجتمع فيه مناطان متعارضان :
النفسية وهو مشابه للحر فيها ، ومقتضاه عدم الزيادة على الدية.
والمالية وهو مشابه للدابة ، ومقتضاه الزيادة.
إلّا أنّ مشابهته للحر في الآدمية واستحقاق الثواب والعقاب ، ومشابهته للدابة في كونه مملوكا مقوما في الأسواق ، فكان إلحاقه بالحر لكثرة مشابهته أولى ، وليس هذا من الشبه في شيء ، لأنّ كلّا من المناطين مناسب وما ذكر من كثرة المشابهة إن كانت مؤثرة فهي من باب الترجيح
__________________
(١) ذكره الرازي في المحصول : ٢ / ٣٤٤.