مورد الإفتاء تتوقّف على حجّية القياس ، والمفروض ، انّ حجيته موقوفة على دلالة الآية.
الآية الثانية : آية الاعتبار
قال سبحانه : (هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللهِ فَأَتاهُمُ اللهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ).(١)
والحشر هو الاجتماع ، قال سبحانه : (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى)(٢) ، وهو كناية عن اللقاء بين اليهود (بني النضير المقيمين في المدينة) والمسلمين.
كيفية الاستدلال
إنّه سبحانه ذكر ما حلّ بهم ونبّه على علّته وسببه ثمّ أمر بالاعتبار وذلك تحذير من مشاركتهم في السبب ، فلو لم تكن المشاركة في السبب تقتضي المشاركة في الحكم ، ما كان لهذا القول معنى. (٣)
يقول الأستاذ محمد مصطفى شلبي : وهو تحذير لهم وبيان أنّ سنّة
__________________
(١) الحشر : ٢.
(٢) طه : ٥٩.
(٣) عدة الأصول : ٢ / ٦٧٣.