الاعتراض العاشر : كون الوصف باطنا خفيّا
كالرضا والقصد لو علل بهما ، فإنّهما من الأوصاف الباطنة الخفية الّتي لا يطّلع عليها بأنفسها والحكم الشرعي خفي ، فلا يعرّف بالخفي.
وجوابه (١) بضبط الرضا بما يدلّ عليه من الصبغ (٢) الظاهرة ، وضبط القصد بما يدلّ عليه من الأفعال الظاهرة. وكلّ ذلك معلوم في المسائل الخلافية.
الاعتراض الحادي عشر : كون الوصف مضطربا غير منضبط
كالتعليل بالحكم والمقاصد ، مثل التعليل بالجرح والمشقّة والزجر والردع. فإنّ هذه الأوصاف ممّا تضطرب وتختلف باختلاف الأشخاص والأزمان والأحوال وعادة الشرع في مثل هذه رد الناس إلى المظان الظاهرة الجلية ، دفعا للمشقة والعسر في البحث عنها ، ومنعا عن الاضطراب في الأحكام عند اختلاف الصور بسبب الاختلاف في هذه الأوصاف بالزيادة والنقصان.
وجوابه (٣) : إمّا ببيان انضباط ما علل به بنفسه أو بضابطه ، كالسفر الّذي هو ضابط للحرج والمشقّة.
__________________
(١) ذكره الآمدي في الإحكام : ٤ / ٩٢.
(٢) في «أ» و «ج» : الصنع ، وفي «د» : الصيغ.
(٣) ذكره الآمدي في الإحكام : ٤ / ٩٢.