لم يكن من جملة المتشابهات ومن جملة التفسير بالرأي كان حجّة عند العقلاء بما هم عقلاء واستقرّت عليها سيرتهم والشارع المقدّس قد أمضى هذه السيرة المستمرّة.
توضيح النزاع صغرويّا وكبرويا : امّا الأوّل فالمراد منه ان الاصوليين قائلون بتحقّق الظواهر للقرآن الكريم وبحجيّتها. والاخباريين منكرون له ، أي لتحقق الظواهر للقرآن الكريم.
وامّا الثاني فالمراد منه ان الاصوليين ذهبوا إلى حجية ظواهره والاخباريين أنكروها.
في جواب المصنّف قدسسره عنها
وقال كلّ هذه الدعاوى المذكورة فاسدة جدّا.
امّا الاولى : فإنّما المراد من الاخبار التي تدلّ على اختصاص فهم القرآن بأهله وبمن خوطب به اختصاص فهم القرآن بتمامه مع جميع متشابهاته ومحكماته ومع ظواهره وبواطنه ولكن ليس المراد من الأخبار الكذائية اختصاص معرفة القرآن بأهله بحيث لا يفهم غيره منه شيئا ضرورة ان في القرآن قصصا وحكايات وهي لا تختص من حيث الفهم بأهله ، وبمن خوطب به.
هذا مضافا إلى كون الصريح موجودا فيه بحيث يفهم عموم الناس ويستفاد منه عموم المكلّفين ، وهذا الصريح كثير فيه ، كما لا يخفى.
ولكن ردع مولانا الصادق عليهالسلام أبا حنيفة وقتادة عن الفتوى بالقرآن الكريم ، انّما هو لأجل استقلالهما في الفتوى بالرجوع إلى القرآن المبين ، من دون مراجعة إلى أهله وإلى من خوطب به وإلى الراسخين في العلم وإلى العالمين بتأويله ومن دون الفحص عمّا ينافيه من المخصّص والمقيّد والقرينة مثلا.