المخالفة بمجرّد سوء سريرته ، وبأن القاطع المنقاد لا يستحق مثوبة بمجرّد حسن سريرته وباطنه ما دام لم يعزم على الموافقة.
امّا المتجرى والمنقاد ، فيستحقّان المؤاخذة والمثوبة لوجود العزم على مخالفة المولى وعلى موافقة المولى فيهما.
ولهذا نختار مؤاخذة الأوّل ومثوبة الثاني في المقام وان كان السيئ السريرة مستحقّا للذمّ في الدنيا ؛ وان كان حسن السريرة مستحقّا للمدح فيها بسبب استلزام سوء السريرة استحقاق الذم واللوم ؛ واستلزام حسن السريرة استحقاق المدح كسائر الصفات والأخلاق الذميمة والحسنة ، كالبخل والجبن والحسد ونحوها ، كما يقال في مقام الذم والمذمة ، فلان بخيل ، وفلان جبان ، وفلان حسود ، وكما يقال في صورة المدح والثناء ، فلان كريم ، وفلان شجاع.
وبالجملة : ما دامت فيه صفة كامنة أي خفية بحيث لا يظهر آثارها في الخارج لا يستحق العبد بها إلّا مدحا إذا كانت حسنة ، أو ذمّا ولوما إذا كانت ذميمة رذيلة ولكن انّما يستحق الجزاء بالمثوبة ، أو يستحق الجزاء بالعقوبة مضافا إلى المدح ، أو الذم إذا صار العبد بصدد الجري والمشي على طبق الصفة الكامنة والعمل على وفقها ، والعزم على وفقها وطبقها.
فالنتيجة إذا كان العبد خبيث الباطن وسيّئ السريرة وكان بصدد المشي على طبق السريرة وجزم قلبا أن يعمل على طبق السريرة وعزم خارجا على اتيان الشيء بحسب مقتضى السريرة الخبيثة فهو يستحق حينئذ عقوبة.
وكذا إذا كان حسن السريرة وطاهر الباطن وكان بصدد الجري على طبقها وعزم أن يعمل على طبقها ، فعمل على وفقها فهو يستحق حينئذ مثوبة في العقبى أيضا ، ولا تصحّ المؤاخذة ولا المثوبة بمجرّد سوء سريرته من دون العزم وبمجرّد حسن سريرته.