انخسف به الأرض ثم هلك ، فقد رأيت رؤية واضحة ان المعاني متفاوتة لتفاوت ألفاظها وعباراتها ولكن يحصل لنا العلم الاجمالي بصدق بعضها لامتناع تواطئهم على الكذب عادة ، امّا مجموع الأخبار من حيث المجموع فقد اتفق على القدر الجامع وهو زهوق روح عمرو عن جسمه وموته فالمجموع حجّة فيه ، كما لا يخفى.
وكذا ما نحن فيه ، إذ الأخبار وإن كانت مختلفة من حيث المضامين والمعاني وكان كلّ واحد منها خبرا واحدا لا يثبت به شيء من تلك المعاني على القول بعدم حجية خبر الواحد ، ولكن مجموع تلك الروايات قد اتفقت بالنسبة إلى مخالف القرآن الكريم انّه ليس بحجّة قطعا.
هذا خلاصة إشكال القائلين بعدم حجية خبر الواحد على المصنّف قدسسره فيثبت بها عدم حجية أخبار الآحاد لتواترها إجمالا.
أجاب المصنّف قدسسره عن هذا الإشكال : بأنّ تلك الأخبار وان كانت متواترة بالتواتر الاجمالي تفيد العلم بصدور بعضها عن المعصوم عليهالسلام ولكنّها لا تفيد العلم إلّا فيما توافقت تلك الأخبار الكثيرة عليه ، وهو القدر الجامع بين جميعها وهو الخبر المخالف للكتاب المجيد ، والمخالف للسنّة الشريفة.
وهذا المقدار لا يفيد بحالكم أيّها القائلون بعدم حجية أخبار الآحاد على نحو السالبة الكلية وعلى طريق السلب الكلي ، كما ان الالتزام بعدم حجيّة خبر الواحد مخالف للكتاب الشريف ، والسنّة الشريفة ليس بضائر بحال القائلين بحجية الخبر وأخبار الآحاد ، إذ هم قائلون بحجية خبر الواحد مع وجود الشرائط فيه لا مطلقا ؛ ومن جملتها عدم مخالفته للقرآن المجيد ، والسنّة السنية ، كما ستأتي الشرائط إن شاء الله تعالى.
بل لا بدّ بعدم حجية الخبر المخالف للكتاب الحميد ، في مقام المعارضة والتعارض.