وعليه : فالمطلوب معرفة خصوص الباري جلّ جلاله ، لا معرفة مطلق الأصل الاعتقادي ، فلا عموم موجود في الآية الشريفة ، ولا إطلاق فيها كي تشمل مطلق الأصل الاعتقادي وحتى يجب معرفة عموم الأصل الاعتقادي غير معرفة المبدأ. والحديث الشريف يكون في مقام بيان فضيلة الصلوات الخمس وليس لاظهار وجوب المعرفة أصلا فلا يكون فيه إطلاق بحذف المتعلق بل يكون بعنوان القضية المهملة وهي عبارة عن القضية التي لم تتعرض فيها كميّة الموضوع ، مثل مساجد هذا البلد معمورة.
وأما مثل آية النفر : فهو يكون بصدد بيان الطريق الذي وصل المكلف به إلى التفقه الواجب وهذا الطريق عبارة عن النفر والهجرة إلى بلاد العلم لفقاهة ولا يكون بصدد بيان الأشياء التي يجب فيها العلم والتفقه كي يشمل بإطلاقه عموم الأصل الاعتقادي وأما الأحاديث التي تكون في مقام طلب العلم فهي إنما تكون في مقام تحريض المكلفين على طلب العلم والفقاهة ولا تكون في صدد بيان الأشياء التي يجب فيها العلم والمعرفة والفقاهة كي تشمل بعمومها ، أو بإطلاقها جميع الاصول الاعتقادية من معرفة المبدأ ومن معرفة صفاته الكمالية الجمالية الثبوتية منها والجمالية السلبية منها ومن معرفة خصوصياتها الذاتية منها والفعلية منها ومن معرفة الفرق بين الصفات الذاتية وبين الصفات الفعلية واجب الوجود جلّ وعلا وتقدست أسمائه ، ومن معرفة خصوصيات البرزخ والسؤال والصراط و ...
ومن معرفة النبوة ومن معرفة عدد الأنبياء العظام تفصيلا ومن معرفة الفرق بين النبي وبين الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن معرفة المعاد أهو جسماني ، أو هو روحاني ومن معرفة صفات الامام تفصيلا كل ذلك ليس بواجب علينا بل يكفينا الاعتقاد الاجمالي بكل هذه الامور العالية ، ويجب العلم الاجمالي واليقين الاجمالي بها أي بالاصول الاعتقادية.