يكون لفقد النص وإما يكون لاجمال النص وإما يكون لتعارض النصين ، وكذا الشك في الحرمة وعدمها إما يكون لعدم النص في البين وإما يكون لاجمال النص وإما يكون لتعارض النصين ، فهذه ست مسائل ولكن ما ذكره المصنف قدسسره أولى من صنع الشيخ الأنصاري قدسسره في الرسائل لأنه عقد فيها ست مسائل ، إذ اختلاف منشأ الشك من حيث فقدان النص وإجماله وتعارضه مع الاتحاد في مناط البحث وهو الشك في التكليف لا يصحّح عقد مسائل بل عقد الشيخ قدسسره في فرائده للشبهة ثمانية مسائل :
الاولى : شبهة وجوبية حكمية يكون منشأ الشبهة ، فقدان النص ، وذلك كفقد النص المعتبر على وجوب صلاة الجمعة أو الظهر يوم الجمعة عصر الغيبة. ولهذا أفتى أكثر العلماء (رض) بوجوب الظهر وأفنى كثيرهم (رض) ومنهم سيّدنا الأعظم الخميني قدسسره بوجوب صلاة الجمعة عصر الغيبة.
الثانية : شبهة وجوبية حكمية يكون منشأها إجمال النص ، نحو قوله تعالى : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى) لأن الصلاة الوسطى قد فسّرت في بعض الروايات بصلاة الظهر ، وفي بعضها الآخر بصلاة الجمعة فليس لنا بمعلوم تفصيلا المراد منها.
الثالثة : شبهة وجوبية حكمية يكون منشأها تعارض النصين ، كما إذا سافر زيد أربعة فراسخ وهو يريد مبيت ليلة رأس أربعة فراسخ والرجوع في الغد هل صلاته قصر أو تمام والروايات متعارضات.
الرابعة : شبهة وجوبية يكون منشأها امورا خارجية واشتباه الامور الخارجية نحو شرب هذا المائع الذي يحتمل كونه خمرا مثلا كان الاناءان موجودين أحدهما ماء والآخر خمر واشتبها ولكن شرب الماء صار واجبا بالعرض لأجل رفع العطش الذي ينجر إلى هلاك النفس المحترمة.
الخامسة : شبهة تحريمية يكون منشأها عدم النص المعتبر ، نحو شرب التبغ.