بصوت له جهوريّ جلف جافي ، فقال : يا محمّد ، يا محمّد ، فقال له القوم : مه إنّك نهيت عن هذا ، فأجابه رسول الله صلىاللهعليهوسلم على نحو من صوته : هاؤم هاؤم ، فقال : الرّجل يحبّ القوم ، ولمّا يلحق بهم ، قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «المرء مع من أحبّ».
فما برح (١) يحدّثنا حتّى حدّثنا أنّ الله جعل بالمغرب بابا مسيرة عرضه سبعون عاما للتّوبة ، لا يغلق ما لم تطلع الشّمس من قبله قال : «وذلك قول الله عزوجل (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً)».
__________________
(١) هكذا في الأصل بدون تعيين القائل ، وعند الترمذي (٣٥٣٦) قال زرّ : «فما برح ...» فيفهم أنه من قول صفوان بن عسّال رضي الله عنه ، ولكن قد جاء التصريح برفعه في روايات عدة ، فيحمل قول زرّ على أنه : ما برح يحدثنا ـ يعني عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، والله أعلم.
__________________
ـ وقال الحافظ في النكت الظراف : قال ابن السكن في (كتاب الصحابة) .. وقد روى حديث صفوان بن عسّال ـ بطوله ـ في قصة المسح على الخفين ؛ وقصة التوبة ، والمرء مع من أحب ؛ وفضل طلب العلم ؛ عاصم عن زرّ عنه. ورواه عن عاصم أكثر من ثلاثين من الأئمة منهم السفيانان والحمادان وسردهم ، قال : ورواه عن زرّ ؛ مع عاصم حبيب بن أبي ثابت وزبيد اليامي وإسماعيل بن أبي خالد ومحمد بن سوقة وطلحة بن مصرف وعلي بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وأبو سعد البقال وعبد الكريم أبو أمية وعبد الوهاب بن بخت وغيرهم ، وروى سعيد بن أبي أيوب ، عن عبد الرحمن بن مرزوق عن زرّ ، ولا نعرف سماعه منه ا ه ـ