القصيد في القراءات». والرّوم ـ أيضا ـ شحمة الأذن ، وقد فسّر به الأزهريّ قول بعض التابعين لمن أوصاه في طهارته : «تتّبع المغفلة والمنشلة والرّوم» (١).
وأمّا رام يريم بمعنى برح فمادة أخرى. ومعنى آخر لم يرد في القرآن الكريم ؛ يقال : ما رام يفعل كذا ، أي ما برح. وفي الحديث : «لا ترم من منزلك غدا أنت وبنوك» (٢).
ر و ي :
قوله تعالى : (وَرِءْياً)(٣) من قرأه بتشديد الياء احتمل أصله الهمز (٤) ، وأن يكون من روي بكذا ، يروى به (٥) ، يقال : روي الزرع بالماء ، يروى به ريّا ، والمعنى : أحسن منظرا من الارتواء من النعمة. يقال : ماء رواء. قال (٦) : [من الرجز]
ماء رواء ونصيّ حوليه
والرّواء أيضا : حبل يقرن به البعيران. وقال الأزهريّ : الرّواء : ما يروى به البعير ، فأما ما يقرن به البعيران فقرن وقران. وسمّى عليه الصلاة والسّلام السّحاب «روايا البلاد» (٧) الواحدة رواية ، ووزن روايا فواعل كضوارب. ويقال : رويت على البعير أروي ريّا إذا استقيت عليه ورويت من الماء أروي ريا بالفتح في الأول والكسر في الثاني. والأصل فيهما رويا ورويا. والتصريف مذكور في غير هذا. قال الشاعر : [من البسيط]
قالت رواياه : قد حان النزول وقد |
|
نادى مناد بأنّ الجند قد نزلا |
الجند هنا (٨) السحاب.
__________________
(١) ويروى الحديث لأبي بكر أو لأحد التابعين كما في النهاية : ٢ ٢٧٩.
(٢) النهاية : ٢ ٢٩٠ ، والحديث للعباس ، والمعنى : لا تبرح.
(٣) ٧٤ مريم : ١٩. الرئي : المنظر.
(٤) أهل المدينة يقرؤونها بغير همز (وريّا) وهو وجه جيد. وقد ذكر عن بعضهم أنه ذهب بالري إلى رويت. وقد قرأ بعضهم (وزيّا) بالزاي. والزّي : الهيئة والمنظر (معاني القرآن للفراء : ٢ ١٧١). وذكر ابن خالويه أن الذي قرأها بالزاي سعيد بن جبير ، وأن طلحة قرأها بالقصر والتخفيف ، وحكى البزّي قراءة «رياء» بالمد (مختصر الشواذ : ٨٦).
(٥) أي رويت أبدانهم وأجسامهم من التنعم والرفاهية.
(٦) قاله الزفيان السعدي من قطعة. انظر اللسان ـ مادة روي.
(٧) النهاية : ٢ ٢٧٩ ، وفيه : «سمى السحاب روايا البلاد».
(٨) وفي الأصل : هذا.