منى بعد الإفاضة ، وقيل : سميت بذلك لاجتماع الناس فيها فإنّ ليلتها تجمع. والازدلاف : الجمع. قال ابن عرفة في قوله : (وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ) أي جمعناهم ، والأول أشهر. وفي الحديث : «وازدلفوا إلى الله بركعتين» (١) أي تقرّبوا. وقال رجل لعثمان رضي الله عنه (٢) : «إني حججت من هذه المزالف». المزالف جمع مزلفة (٣) ، وهي ما بين البرّ والريف ، ويقال لها المزارع والمراعيل أيضا. وفي الحديث : «فيغسل الأرض حتى يتركها كالزّلفة» (٤) الزّلفة بفتح الزاي واللام : مصانع الماء ، ويقال لها المزالف أيضا. وقرئ : وزلفا بضمتين وضمة وسكون (٥) ، وزلفى بزنة حبلى. فالأوليان كاليسر واليسر ، والثالثة أنّ فعلى في معنى فعلة ، نحو القربى بمعنى القربة.
ز ل ق :
قوله تعالى : (صَعِيداً زَلَقاً)(٦). قال الراغب (٧) : الزلق والزّلل متقاربان ، ومنه قوله تعالى : (فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً) أي دحضا لا نبات فيه ، نحو (فَتَرَكَهُ صَلْداً)(٨). والزلق : المكان الدّحضر (٩). يقال : زلقه وأزلقه فزلق ، وعلى هذا قرئ قوله تعالى : (لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ)(١٠) بضمّ الياء وفتحها. والإزلاق : التّنحية والإزالة. ومنه زلق رأسه : أي حلقه. وقرأ أبيّ (١١) : «وأزلقنا الآخرين» بالقاف ، أراد : أذللنا. قال يونس : لم يسمع الزّلق والإزلاق إلا في القرآن.
__________________
(١) النهاية : ٢ ٣٠٩ ، والحديث طويل وهناك جاء بصيغة المفرد ، كتب به رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى مصعب بن عمير.
(٢) الحديث لعمر رضي الله عنه مع تفصيل في النهاية : ٢ ٣١٠.
(٣) في الأصل : المزدلفة.
(٤) النهاية : ٢ ٣٠٩. وفي الأصل : «حتى تركها» ولعله خطأ من الناسخ.
(٥) بضمتين قرأها أبو جعفر المدني وابن أبي إسحاق وعيسى. وحكى ابن مجاهد عن ابن محيصن زلفا ـ بضمتين ـ وحكاه أيضا عن محبوب عن أبي عمرو. وزلفا ، بضم الزاي وإسكان اللام ، الحسن وابن محيصن واليماني. وقرأها مجاهد بالإمالة «زلفى» مختصر الشواذ : ٦١.
(٦) ٤٠ الكهف : ١٨.
(٧) المفردات : ٢١٥.
(٨) ٢٦٤ البقرة : ٢.
(٩) والتي قبلها في الأصل : الرخص ، ولعله وهم من الناسخ.
(١٠) ٥١ القلم : ٦٨.
(١١) هو أبي بن كعب كما في المفردات : ٢١٥.