والزّور أيضا : ميل في الزّور. والأزور : المائل الزّور. وقوله : (وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ)(١) أي لا يقولون غير الحقّ. وقيل : قول الشّرك ، والآية أعمّ. وقيل : لا يشهدون أعياد الكفرة كما نرى كثير من الجهلة يكثّرون سواد اليهود والنصارى في أعيادهم ، وينفقون نفقات (فَسَيُنْفِقُونَها ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً)(٢).
قوله : (أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقابِرَ)(٣) أي جاءكم الموت. وقال الشاعر ؛ هو ساعدة بن جؤيّة (٤) : [من الوافر]
إذا ما زار مجنأة عليها |
|
ثقال الصّخر والخشب القطيل |
المجنأة : القبر. وكثر استعمال الزيارة كناية عن الموت ، قال الشاعر : [من الطويل]
فما برحت أقدامنا في مكاننا |
|
ثلاثثتنا حتى أزيروا المنائيا |
وقد يعبّر بالتزوير عن الإصلاح ؛ قال عمر : «كنت زوّرت في نفسي مقالة أقوم بها بين يدي أبي بكر» (٥). ومن كلام الحجاج : «رحم الله امرءا زوّر نفسه» (٦) أي قوّمها. وكلّ ما كان صلاحا لشيء فهو زيّار له وزوّار ، ومنه زيار الدابة.
وقوله عليه الصلاة والسّلام : «المتشبّع بما لا يملك كلابس ثوبي زور» (٧) وفيه تفسيران : أحدهما أنه الذي يلبس ثياب الزهّاد ويري أنه زاهد ، والثاني أنه يصل بكمّي قميصه كمين آخرين ليرى أنّه لابس قميصين فهو ساخر من نفسه.
__________________
(١) ٧٢ الفرقان : ٢٥.
(٢) ٣٦ الأنفال : ٨.
(٣) ١ و ٢ التكاثر : ١٠٢.
(٤) البيت لساعدة بن جؤية الهذلي ، وكان أبو ذؤيب راويته. من قصيدة في وصف ضبع (أنظر ديوان الهذليين : ١ ٢١١). القطيل : المقطوع.
(٥) النهاية : ٢ ٣١٨.
(٦) النهاية : ٢ ٣١٨.
(٧) النهاية : ٢ ٣١٨ ، وفيه «.. بما لم يعط ..».