سكنا. والسكن : ما يسكن إليه. قال تعالى : (إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ)(١). وقوله تعالى : (فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ)(٢) ، ينبّه على أنه الموجد له ، والقادر على إفنائه. والسّكنى : أن يجعل له المسكن بغير أجرة. والسّكن : سكين الدار ، جمع ساكن نحو سفر في سافر. والسّكّان من ذلك أيضا لأنه تسكن به حركة المذبوح.
قوله تعالى : (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ)(٣). قيل : هو ملك يسكن قلب المؤمن ويؤمنه. ومنه قول علي رضي الله عنه : «أنّ السكينة لتنطق على لسان عمر» (٤) قيل : هو العقل. وقوله تعالى : (أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ)(٥) طمأنينة القلب. وقيل : زوال الرّعب ، وهو الأولى. وفي التفسير أقوال كثيرة ؛ إنها تشبه رأس الهرة وصورة ثور وفيل. وأهل التحقيق لا يثبتون ذلك. قوله تعالى : (فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ)(٦) أي ما خضعوا وتذلّلوا من السكون. ووزنه افتعلوا ، والألف فيه للإشباع. يقال : استكن واستكنّ واستكان وسكن : إذا خضع. وقيل : وزنه استفعل من الكين وهي الحالة السيئة. وقال الأزهريّ : أصله من السكون ، والألف للإشباع. وأنشد لعنترة (٧) : [من الكامل]
ينباع من ذفري غضوب جسرة |
|
زيّافة مثل الفنيق المكدم |
أراد : ينبع. قوله : (الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ)(٨) فقر النفس. والمراد بها هنا الجزية والصّغار. والمسكين من السّكون ، لأنّ المسكين تسكن حركته. واختلف فيه مع الفقير فقيل : هو أصلح حالا منه ، لأنه تعالى جعل له ملكا في قوله : (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكانَتْ
__________________
(١) ١٠٣ التوبة : ٩.
(٢) ١٨ المؤمنون : ٢٣.
(٣) ٤ الفتح : ٤٨.
(٤) رواه ابن الأثير لابن مسعود ، (النهاية : ٢ ٣٨٦) وفيه أكثر من رواية.
(٥) ٢٤٨ البقرة : ٢.
(٦) ٧٦ المؤمنون : ٢٣.
(٧) من معلقة عنترة ، شرح ديوان عنترة : ١٤٨.
(٨) ٦١ البقرة : ٢.