رمى الحدثان نسوة آل سعد |
|
بمقدار سمدن له سمودا |
فردّ شعورهنّ السود بيضا |
|
وردّ وجوههنّ البيض سودا |
وقيل : سامدون : رافعون رؤوسهم. فيحتمل أن يكون ذلك تكبرا ، وأن يكون غفلة. وهذه الحالة تكون لهذين الشخصين. قال : سمد يسمد ، ويسمد : إذا رفع رأسه. وفي الحديث : «أنه خرج والناس ينتظرونه للصلاة ، فقال : مالي أراكم سامدين؟» (١) أي قائمين قبل أن يخرج إمامكم. وقيل : سمّد رأسه : إذا استأصل شعره.
س م ر :
قوله تعالى : (سامِراً تَهْجُرُونَ)(٢). السامر : الذي يسمر ، أي يتحدث ليلا. يقال ؛ سمر سمرا فهو سامر. والسّمر : الليل نفسه. ومنه : لا آتيك السّمر ولا القمر (٣). ولا آتيك ما سمر بنا سمير. والأصل : سمّارا. فوضع الواحد موضع الجمع. والسامر أيضا : الليل المظلم ، وكأنه من باب قولهم : نهار صائم ، على المجاز.
وقيل : سمر الحديث ، لأنه يكون من السّمر ، وهو ظلّ القمر ، وهو مأخوذ من السّمرة. والسّمرة : أحد الألوان المركبة من البياض والسواد. والسّمرة : الحنظلة للونها. والسّمار : اللبن الرقيق المتغير اللون. والسّمرة : شجرة سميت بذلك للونها جمعها سمرات. قال امرؤ القيس (٤) : [من الطويل]
كأني غداة البين يوم تحمّلوا |
|
لدى سمرات الحيّ ناقف حنظل |
وقيل : السامر : اسم جمع كالحاضر ونحوه. ومنه قوله (٥) : [من الطويل]
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصّفا |
|
أنيس ، ولم يسمر بمكة سامر |
__________________
(١) النهاية : ٢ ٣٩٨.
(٢) ٦٧ المؤمنون : ٢٣.
(٣) أي مادام الناس يسمرون في ليلة قمراء (اللسان ـ مادة سمر).
(٤) من معلقته ، الديوان : ٢٩.
(٥) البيت في اللسان ـ مادة حجن منسوبا إلى عمرو بن الحرث بن مضاض يتأسف على البيت ، وقيل : هو للحرث الجرهمي. وللبيت أخ في اللسان.