س و غ :
قوله تعالى : (سائِغاً لِلشَّارِبِينَ)(١) أي سهل الانحدار والدخول. ساغ الشراب يسوغ سوغا. قال الشاعر (٢) : [من الوافر]
فساغ لي الشراب وكنت قبلا |
|
أكاد أغصّ بالماء القراح |
وأسغت لزيد شرابه ، وسوّغته مالا : أعطيته إياه بسهولة. وفلان سوغ أخيه : إذا ولد على إثره ، تشبيها بذلك. واستعير في الجواز ، فقيل : ساغ له أن يفعل ، ولم يسغ له أن يفعل.
س و ف :
قوله تعالى : (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ)(٣). سوف : حرف تنفيس وتراخ في الزمان يخلّص المضارع للاستقبال بعد احتماله للزّمنين. وفي قوله : (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) تنبيه أنّ ما يطلبونه وإن لم يكن حاصلا الآن فهو آت لا محالة. وفي عبارة بعضهم : إنها أكثر تراخيا من السّين ، كأنه نظر إلى كثرة الحروف ، وهذا يشبه ما قالوه في أنّ التوكيد بالنون الشديدة آكد منه بالخفيفة. وكما قالوا في (الرَّحْمنِ) إنه أبلغ من (الرَّحِيمِ) ، وباعتبار المماطلة والتأخّر قالوا : سّوفته ، أي وعدته وعدا ما طلته بوفائه وقلت له : سوف أفعل كذا.
والسّوف : شمّ التراب ، ومنه قيل : علوم العرب ثلاثة : القيافة ، والعيافة ، والسّيافة. قال امرؤ القيس (٤) : [من الطويل]
على لا حب لا يهتدي بمناره |
|
إذا سافه العود النّباطيّ جرجرا |
يريد : إذا شمّه. ومسافة الطريق من ذلك ، لأنّ الدليل : يسوف ترابها. والسّواف :
__________________
(١) ٦٦ النحل : ١٦.
(٢) المشهور رواية البيت : «بالماء الفرات» ، والبيت من شواهد شرح شذور الذهب رقم ٤٧ ، ص ١٠٤. ينسب لعبد الله بن يعرب. والصواب هو ليزيد بن الصعق. وذكر ابن يعيش في شرح (المفصل) أن روايته : «بالماء الحميم» ، وهي رواية الزمخشري.
(٣) ١٣٥ الأنعام : ٦ ، وغيرها.
(٤) الديوان : ٦٧. العود : الجمل. جرجر : رغا وضجّ.