يخرج رجليه أولا عند الولادة. فجعل ذلك كناية عن كلّ أمر فظيع.
قوله : (فَاسْتَوى عَلى سُوقِهِ)(١) هو جمع ساق ، نحو : لابة ولاب. وقرئ «سؤقه» بهمزة بدل الواو وبواو بعد هذه الهمزة. ورجل أسوق وامرأة سوقاء : عظيم الساقين. قوله تعالى : (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ)(٢) هو من سقت الإبل ، أي زجرتها لتسرع. وسقت المهر من ذلك ، لأنهم كانوا يصدقون الإبل فيسوقونها للزّوجات. فغلب في كلّ ما يمهر ويعطى ، وإن لم يكن من الأبل. والسّوق من الساق لأنّ بها يسعى. قوله تعالى : (وَجاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَها سائِقٌ وَشَهِيدٌ)(٣) قيل : ملكان أحدهما يسوقه للحشر ، والآخر يشهد عليه. وقيل : هو كقوله : (كَأَنَّما يُساقُونَ إِلَى الْمَوْتِ). وقوله : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ)(٤) ، كقوله : (وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى)(٥).
السّوق : ما يجلب إليه المتاع ، لأنه تساق إليها البضاعة. وهي مؤنثة ، ولذلك تصغّر على سويقة ، وجمعها أسواق. والسّويق معروف من ذلك ، لاتّساقه في الحلق من غير مضغ ؛ فعيل بمعنى مفعول.
س و ل :
قوله تعالى : (بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً)(٦) أي زيّنت وحسّنت. يقال : سوّلت له كذا أي حسّنت له وسهّلت عليه فعله أو نزوله. وأصل السّؤال الحاجة التي تحرص عليها النفس. فالتّسويل : تزيين النفس لما تحرص عليه ، وتصوير القبيح منه بصورة الحسن. (والسّؤال : يقارب الأمنية) (٧) ، لكنّ الأمنية فيما قدّر ، والسّؤال فيما طلب. وهذا قد تقدّم في مادة السين مع الهمزة ، وإنما أبدلت الهمزة واوا.
__________________
(١) ٢٩ الفتح : ٤٨.
(٢) ٦ الأنفال : ٨.
(٣) ٢١ ق : ٥٠.
(٤) ٣٠ القيامة : ٧٥.
(٥) ٤٢ النجم : ٥٣.
(٦) ١٨ يوسف : ١٢.
(٧) وفي الأصل : والسؤال تقارب الأزمنة.