قوله : (سِيماهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ)(١) أي علامتهم. يقال : سيمى وسيماء وسيمياء ، والياء عن واو. فهي كديمة وقيمة ، من دام يدوم وقام يقوم. وفي الحديث : «نهى أن يساوم (٢) بسلعته قبل طلوع الشمس» قيل : نهى عن ذلك في هذا الوقت لأنه وقت يذكر فيه الله تعالى. وقيل يجوز أن يكون من رعي الإبل لأنه إذا رعاها في ذلك الوقت ، وهو وقت ندى (٣) أصابها الوباء ، وربّما قتلها ، ذكرهما الزّجاج. والسام : الموت. كذا فسّره صلىاللهعليهوسلم حين سئل عنه (٤).
س و ى :
قوله تعالى : (سَواءٌ عَلَيْهِمْ)(٥) ولذلك يحمل الضمير وعطف على ما أسكن فيه من الضمائر في قولهم : مررت برجل سواء والعدم ، برفع العدم. وفيه لغات أربع أفصحها الفتح مع المدّ ، ويليها القصر مع الكسر أو الضم ، ويقلّ المدّ مع الكسر. وهذه الأربع منقولة في سواء الظرف الواقع في الاستثناء في قولهم : قاموا سواء زيد. ولنا في هذه اللفظة كلام أتقنّاه في كتبنا المشار إليها غير مرة. قوله تعالى : (تَعالَوْا إِلى كَلِمَةٍ سَواءٍ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ)(٦) أي عدل ونصفة. ومثله : (فَانْبِذْ إِلَيْهِمْ عَلى سَواءٍ)(٧) أي على حكم العدل والإنصاف. وقد يقصد بسواء مقصد غير ، كقوله (٨) : [من الطويل]
وما قصدت من أهلها لسوائكا
__________________
(١) ٢٩ الفتح : ٤٨.
(٢) النهاية : ٢ ٤٢٥ ، وفيه : «نهى عن السوم».
(٣) رسمت في الأصل : كذا ، فصوبناها من النهاية.
(٤) قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «لكل داء دواء إلا السام» يعني الموت.
(٥) ٦ البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٦) ٦٤ آل عمران : ٣.
(٧) ٥٨ الأنفال : ٨.
(٨) عجز للأعشى (الديوان : ٨٩). واختلفت روايته في اللسان (مادة ـ سوا) عنهما. وصدره :
تجانف عن جلّ اليمامة ناقتي