في الأصل : السكون يقال : دام الماء أي سكن وفي الحديث : «لا يبولنّ أحدكم في الماء الدائم» (١) أي الساكن. وأدمت القدر [و](٢) دّومتها : سكّنت غليانها بالماء. ومنه دام الشيء إذا امتدّ الزمان عليه. ويقال : دمت تدام ، ودمت تدوم لغتان كمتّ تمات ، ومتّ تموت. ودوّمت الشمس كبد السماء أي سكنت ، وهي عبارة عن استوائها أو عن جريانها من دوّم الطائر إذا حلّق في الجوّ. قال الشاعر (٣) : [من البسيط]
والشمس حيرى لها في الجوّ تدويم
واستدمت الشيء : تأنّيت. والدّيمة : المطر الدائم أياما. والدّوم : الظلّ الدائم. وقوله : (خالِدِينَ فِيها ما دامَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّكَ)(٤) قيل : ما شاء ربّك دوامها. والعرب تضع هذه اللفظة موضع التأييد والدّوام. وقال قتادة والضحّاك : الاستثناء لاهل الكبائر من المسلمين يخرجون من النار. وقال مقاتل : استثنى الموحّدين. وقال الأزهريّ : استثنى أهل التّوحيد الذين شقوا بدخول النار المدة التي أرادها الله تعالى ثم أخرجهم بشفاعة الأنبياء والأولياء. وقيل : المراد بالسماء والأرض سماء الجنة وأرضها ، وبالاستثناء مدة إقامتهم في البرزخ وهذا أولى ما ذكر في الآية. وما ذكرته عن قتادة وغيره فممّا نبهت عليه أول هذا الكتاب لا يعني تفسير اللفظ بغير ما وضع له ، بل بما لزمه أو جعل كناية عنه. ولذلك ذكرته لبعده عن مدلول اللفظ. وفي الحديث : «كان عمله ديمة» (٥) أي متواصلا في سكون. وقيل : دوم من الأضداد ؛ دوّم : سكّن ، ودوّم الطائر : حلّق ودار في طيرانه كما تقدّم. وقيل : ليس كذلك بل دوّم معناه صفّ جناحيه في طيرانه وسكّنهما. والدّوام : الدّوار في الرأس. ودوّامة الولد من ذلك لدورانها.
__________________
(١) وفي النهاية (٢ ١٤٢): «نهى أن يبال في ...».
(٢) إضافة يقتضيها السياق.
(٣) عجز لذي الرمة ، وصدره (الديوان : ١ ٤١٨) يصف فيه جندبا :
معروريا رمض الرّضراض يركضه
(٤) ١٠٨ هود : ١١.
(٥) ذكره ابن الأثير في النهاية (٢ ١٤٨) في مادة (د ي م).