بالثوب فيطرحه على ناصية الشّمال ، والصّماء : التي لا منفذ لها. ومنه قارورة مصمّمة.
والشّملة والمشمل (١) : كساء يشتمل به. وقولهم : شمله كذا ، أي عمّه ؛ استعارة من الاشتمال بالكساء ونحوه ، لأنه يجمع من يحتوي عليه. ومنه استعير الشّمل. وقيل : جمع الله شملك. وفي دعائه عليه الصلاة والسّلام : «أسألك رحمة تجمع بها شملي» (٢) أي اجتماعي. كذا فسّره أهل العلم ؛ قالوا : الشّمل : الاجتماع وقيل للخليقة (٣) اشتمال ، لاشتماله على الإنسان اشتمال الشّمال على البدن.
والشّمال ـ بالفتح ـ : أحد الرياح ، لأنها تشمل بهبوبها. وترادفها الهمزة قبل ميمها تارة وبعدها أخرى. قال امرؤ القيس (٤) : [من الطويل]
فتوضح فالمقراة لم يعف رسمها |
|
لما نسجتها من جنوب وشمأل |
وإنما قلنا بزيادتها لسقوطها في تصاريف الكلمة ؛ قالوا : شملته الشّمال. وماء مشمول ، أي أصابته الشّمال. قال كعب بن زهير (من قصيدة بانت سعاد) (٥) : [من البسيط]
شجّت بذي شبم من ماء محنيّة |
|
صاف بأبطح أضحى وهو مشمول |
وإنّما قيل لها شمال لأنها تهبّ من شمال الكعبة. وأشمل الرجل من الشّمال كأجنب من الجنوب. وكنّي بالمشمل عن السيف كما كنّي عنه بالرداء. ومنه : جاء مشتملا بسيفه ، كقولهم : مرتديا به ، ومتدرعا له. والشّمول : من أسماء الخمر ، لأنها تشتمل على العقل ، كاشتمال الشّملة. ومن ثمّ قيل : خمر لمخامرته العقل ، أو لتخمره إياه. والشّملّة : الناقة السريعة ، مأخوذة من الريح الشّمال ، تشبيها بها في السرعة. وقول الشاعر (٦) : [من الكامل]
__________________
(١) في الأصل : المشتمل.
(٢) النهاية : ٢ ٥٠١.
(٣) في س : للخلف ، وفي ح : للخف. والتصويب من المفردات : ٢٦٧.
(٤) هو البيت الثاني من معلقته. الديوان : ٢٩.
(٥) ما بين قوسين ساقط من ح. الديوان : ٧. شجت : عوليت بالماء ومزجت. الشبم : البرد.
(٦) البيت لجذيمة الأبرش كما في اللسان ـ مادة شمل (الكتاب : ٣ ٥١٨). وذكره ابن هشام في مغني اللبيب : ١٣٥ من غير عزو.