أي قويّ كالبناء مجتمع ، أي جرى فيه عكس من قيل فيهم : «وأفئدتهم» (١). وكلاب صمع الكعوب أي قوية ليست (٢) بجوفها. قال النابغة (٣) : [من البسيط]
صمع الكعوب بريّات من الحرد
والصّمعاء : البهمى قبل أن تتفقّأ لتضامّها.
ص م م :
قوله تعالى : (صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ)(٤) الصّمم فقدان حاسة السّمع ، وبه شبّه من لا يصغي إلى الحقّ ولا يقبله. والقوم ـ كانوا ـ سامعون ناطقون مبصرون ، لكن لمّا لم يسمعوا القرآن ولم يقرؤوه ولم ينظروا في دلالاته جعلوا كذلك ، وليتهم كانوا فاقدين لهذه الحواسّ خاصّة إنّما المصيبة في فقدان تلك البصائر. وأصل الصّمم السدّ. ومنه صممت القارورة : إذا شددت رأسها. ويشبّه من لا صوت له بالصمم ، فيقال : صمّ فلان : إذا لم ينطق ، كأنه من باب اللازم غالبا. وفي المثل : «صمّت حصاة بدم» (٥) أي أنّ الدم لم ألقي فيه حصاة لم تسمع لها حركة. واشتمال الصّمّاء : أن يلتفّ [المصلّي](٦) بالرداء ونحوه حتى لا يبقى له موضع يخرج يده منه ، وقد نهى عنها. وتقدّم فيه وجهان.
وصمّم في الأمر : مضى فيه. ومنه : الصّمّة للشجاع ، لأنه يصمّم على الإقدام. وقيل : لأنه يصمّ على الإقدام. وقيل : لأنه يصمّ بالضّربة (٧). ودريد بن الصّمّة. وضربة صمّاء ، أي تصمّ من تقع به ، أي ذات صمم. وقيل : ماضية. والصّمّان : أرض غليظة.
__________________
(١) ٤٣ إبراهيم : ١٤ (وَأَفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ).
(٢) وفي ح : ليس.
(٣) عجز للذبياني ، وصدره كما في اللسان : ٨ :
فبثّهنّ عليه واستمرّ به
بريات من الحرد : ليس بهن عيب.
(٤) ١٨ البقرة : ٢.
(٥) المستقصى : ٢ ١٤٢ ، يضرب في اشتداد الخطب.
(٦) إضافة يقتضيها السياق. والكلام من حديث : «أنه نهى عن اشتمال الصماء».
(٧) في الأصل من غير باء.