صنع (١) وقيل : المصانع : ما شيّد من القصور وزخرف من الدّور. والكلّ مراد ؛ فإنّ القوم فعلوا كلّ ذلك. وفي الحديث : «اصطنع رسول الله صلىاللهعليهوسلم خاتما» (٢) سأل أن يصنع له. والصنيعة : الإحسان ، ومنه قيل : الصّنيعة تذهب القطيعة. وقال الشاعر : [من الكامل]
وإن امرأ أسدى إليّ صنيعة |
|
وذكّرنيها مرة لبخيل (٣) |
ص ن م :
قوله تعالى : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ)(٤) جمع صنم وهو الجثة المتخذة من خشب أو حجر أو نحاس ، فتعبد متقرّبا بها إلى الله تعالى. وقيل : كلّ ما عبد من دون الله فهو صنم. وقيل : بل كلّ ما شغل عن الله ، حتى قال بعض الحكماء : معلوم أنّ خليل الرحمن كان يعلم من الله مع تحقّقه بمعرفته واطلاعه على حكمته لم يكن ممن يخاف أن يعود إلى عبادة الأصنام ، فكأنّه قال : اجنبني عمّا يشغلني عنك ويصرف وجهي إليه. قال ابن عرفة : كلّ ما اتّخذ وله صورة فهو صنم ، وإن لم يكن له صورة فهو وثن ، وسيأتي إن شاء الله تعالى.
ص ن و :
قوله تعالى : (صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ)(٥) وهو أن يكون الأصل واحدا وتتفرع منه النخلتان والثلاث فأكثر. وقيل : هو الغصن الخارج من أصل شجرة. يقال : هما صنوا دوحة. والظاهر اختصاص ذلك بالنخل والبقل. وفي الحديث : «عمّ الرجل صنو أبيه» (٦) أي أنّ أصلهما واحد. ومنه «العباس صنو أبي» (٧) ويستوي المثنّى والجمع حالة الوقف في
__________________
(١) الأصناع : أحباس الماء.
(٢) النهاية : ٢ ٥٦.
(٣) جاء في هامش الورقة .. ٢ : الصناعة علم متعلق بكيفية العمل سواء حصل بمزاولة العمل كعلم الخياطة أو بدونها كعلم الطب. وقد يطلق على ملكة المقتدر بها على استعمال موضوعات ما على وجه البصيرة لتحصيل غرض من الأغراض بحسب الإمكان.
(٤) ٣٥ إبراهيم : ١٤.
(٥) ٤ الرعد : ١٣.
(٦) النهاية : ٣ ٥٧.
(٧) وفي النهاية : «العباس صنوي». الصنو : المثل.