ص و ت :
قوله تعالى : (وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ)(١) الصوت : ما يسمع من المصوّت ، ويؤنّث. قال الشاعر (٢) : [من البسيط]
سائل بني أسد ما هذه الصّوت؟
وقيل : هو الهواء المنضغط عن قرع جسمين ، وهو نوعان : مجرّد عن تنفّس بشيء كالصّوت الممتدّ ، ومتنفّس بصوت ما (٣). ثم المتنفّس ضربان : ضروريّ كما يكون من الجمادات والحيوانات ، واختياريّ كما يكون من الإنسان وذلك ضربان : ضرب باليد كصوت العود ونحوه. وضرب بالفم. ثم الذي بالفم ضربان : نطق وغير نطق كصوت الناي. ثم النطق إمّا مفرد من الكلام وإمّا مركب. قوله تعالى : (لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ)(٤) أمرهم بالتأدّب وأن لا يعلو كلامهم كلامه. وكان جلّة الصحابة وأعزّهم عنده بعدها كأبي بكر وعمر لا يكلمونه إلا السّرار وكآخر السرار. قيل : وإنّما خصّ الصّوت (٥) دون النطق والكلام لأنه أعمّ منهما. وقيل : خصّه لأنّ المكروه رفع الصوت فوق صوته لا رفع الكلام. قاله الراغب (٦) وفيه نظر لأنه متى رفع كلامه رفع صوته ؛ إذ لا يكون كلام إلا مع صوت من غير عكس.
ورجل صيّت : شديد الصوت ، وأصله صيوت كميّت (٧). وخصّ الصوت بالذكر الجميل وإن كان أصله انتشار الصوت بني على فعيل فانقلبت الواو ياء.
__________________
(١) ١٠٨ طه : ٢٠.
(٢) عجز لرويشد بن كثير الطائي ، وصدره كما في اللسان ـ صوت :
يا أيّها الراكب المزجي مطيّته
(٣) وفي الأصل : بصورة ، وصوبناه من المفردات : ٢٨٨.
(٤) ٢ الحجرات : ٤٩.
(٥) يعني خصه بالنهي.
(٦) المفردات : ٢٨٨.
(٧) ووزنه فيعل ، فقلب وأدغم.