ذهب ويعبّر بالصوّاغ عن الكذّاب ؛ يقال : صاغ قوله يصوغ صياغة فهو صوّاغ ، وذلك لأن الكاذب يحسن كلامه وينمقه ليروج كما أنّ الصائغ يحسن بصياغته الأشياء. ومنه حديث أبي هريرة وقد قيل : إنّه خرج الدجّال فقال : «كذبة كذبها الصوّاغون» (١) أي الكذّابون.
ص و ف :
قوله تعالى : (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها)(٢) الأصواف : جمع صوف واحدته صوفة ، وهو معروف. قيل : عدّد عليهم نعمه بما جعل لهم من الأنعام غير ما يأكلونه ويشربونه وينتفعون به في سيرهم وحمل أثقالهم ما يكون لهم لباسا يقيهم الحرّ والبرد ، وهو من الأنواع الثلاثة : الضأن والمعز والإبل ؛ فالأصواف من الضأن وهو مختصّ بها ، والأوبار من الإبل وهو مختصّ بها ، والأشعار من المعز. ولم يذكر للبقر شعر ينتفع به في ذلك. وقولهم : «أخذ بصوفة قفاه» كناية عن التمكّن منه. وأرادوا شعره النابت في قفاه. فاستعاروا ذلك. وكبش صاف وصائف وأصوف : كثير الصوف. وصاف مقلوب من صائف كهار من هائر. قال الراغب (٣) : والصوفة : قوم كانوا يخدمون الكعبة ، فقيل : سموا بذلك لأنهم تشبّكوا [بها] كتشبّك الصوف بما يثبت عليه. والصّوفان : نبت أزغب. قال : والصوفيّ قيل : منسوب إلى لبسه الصوف. وقيل : منسوب إلى الصّوفة الذين كانوا يخدمون الكعبة لاشتغالهم بالعبادة ، وقيل : منسوب إلى الصّوفان الذي هو نبت ، لاقتصارهم في الطّعم على ما يجري مجرى الصّوفان في قلة العناء في الغذاء.
ص و م :
قوله تعالى : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ)(٤) مصدر كالصّوم ، وهو لغة الإمساك مطلقا ، سواء كان الممسك عنه مطعما أو مشربا أو كلاما أو مشيا ، سواء صدر ذلك من حيوان أو
__________________
(١) النهاية : ٣ ٦١.
(٢) ٨٠ النحل : ١٦.
(٣) المفردات : ٢٩٠ ، والإضافة منه.
(٤) ١٨٣ البقرة : ٢.