ص ي ف :
قوله تعالى : (رِحْلَةَ الشِّتاءِ وَالصَّيْفِ)(١) ؛ كانت قريش يرحلون رحلتين ؛ واحدة في الشتاء إلى اليمن وأخرى في الصيف إلى الشام. ولعمري لقد أصابوا حيث جعلوا هذا الفصل الحارّ في هذا الإقليم البارد وبالعكس ، فامتنّ الله عليهم بذلك بأن أمّنهم في هاتين الرحلتين. والصيف هو الفصل المقابل للشتاء ، وما قرب منه وهو الربيع. وإن كان ابن قتيبة غلّط الناس فيه وسمّاه الخريف. وليس المراد فصل الشتاء وحده ، وهو نزول الشمس في الجدي والدلو والحوت ، ولا فصل الصيف وحده ، وهو نزول الشمس الأسد والسّرطان والسّنبلة. وإنما المراد ـ والله أعلم ـ ما ذكرته. وصافوا : حصلوا في الصيف. وأصافوا : دخلوا فيه ، والمطر الآتي فيه صيفيّ ، كالآتي في الربيع ربعيّ. وفي الحديث : «فصاف عنه» (٢) أي عدل ، من صاف السهم : إذا لم يصب الرميّة.
__________________
(١) ٢ قريش : ١٠٦.
(٢) من حديث أنس في بدر. النهاية : ٣ ٦٧.