سمّى تلألؤها ضحكا. وضحك الغدير : تلألأ من امتلائه. وطريق ضحوك ، أي واضح ضدّ العبوس للطامس الأعلام ، واستعير أيضا لمجرّد التعجب لأنه مسبّب عنه غالبا. وهذا قصد من قال : الضحك مختصّ بالإنسان. وأما بإسناده إلى الله تعالى في قوله عليهالسلام : «ضحك الله» (١) فاستعارة لرضاه. قوله تعالى : (فَضَحِكَتْ)(٢) هو على بابه فعلت ذلك سرورا بالولد. وقيل : بل حاضت. قال بعضهم محققا لذلك : وضحكها كان للتعجب ، ويدلّ على ذلك قوله تعالى : (إِنَّ هذا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ)(٣). وقول من قال : حاضت فليس ذلك تفسيرا لقوله : ضحكت كما تصوّره بعض المفسرين فقال ضحكت بمعنى حاضت. وإنما ذكر ذلك تنصيصا لحالها فإنه جعل ذلك أمارة لما بشّرت به فحاضت في الوقت ليعلم أنّ حملها ليس منكرا إذا كانت المرأة ما دامت تحيض فإنها مظنة الحبل.
قلت : الصائر لذلك مجاهد بن جبريل تلميذ ابن عباس. وحكي : حاضت الأرنب وضحكت بمعنى. والأضحوكة كالأعجوبة.
ض ح و :
قوله تعالى : (وَالضُّحى)(٤) هو امتداد الشمس وقيل : امتداد النهار ، وهما متلازمان. وقوله تعالى : (وَأَخْرَجَ ضُحاها)(٥)(وَالشَّمْسِ وَضُحاها)(٦) أي ضوءها ونورها. و (الضُّحى) بالضم مقصور ؛ قال الهرويّ : وإذا فتحت مدّدت ، وظاهره أنهما بمعنى. والضّحاء فوق الضّحى. وقال الراغب (٧) : الضّحاء كالغداء : وهو الطعام المأكول في وقت الضّحى ، كما أن الغداء الطعام المأكول وقت الغداة. ويقال : ليله إضحيانة وإضحيان وضحيانة وضحياء ، أي مضيئة كإضاءة الضّحى. ويوم إضحيان أيضا وضحيان : لا غيم فيه.
__________________
(١) صحيح البخاري ، باب مناقب الأنصار : ١٠.
(٢) ٧١ هود : ١١.
(٣) ٧٢ هود : ١١.
(٤) ١ الضحى : ٩٣.
(٥) ٢٩ النازعات : ٧٩.
(٦) ١ الشمس : ٩١.
(٧) المفردات : ٢٩٢.