ض ي ع :
قوله تعالى : (إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً)(١). يقال : ضاع الشيء يضيع ضياعا : إذا فقد ولم يعلم موضعه ، واستعمل في الإبطال كالإضلال فيقال : أضاع عمله وضيّعه. وقيل لبلدة الرجل التي يأخذ غلتها ضيعته ، باعتبار إذا لم يتفقّدها ضاعت. وجمعها ضياع. وتضيّع الريح : هبّت هبوبا كأنها ضيّعت ما هبّت عليه. وأمّا التضوّع ففوح الرائحة ، وليس من هذا. وقال الهرويّ : ضيعة الرجل : ما يكون منه معاشه من صناعة أو غلة. ونقل عن شمر أنه يدخل في ذلك الحرفة والتجارة. ويقال : ما ضيعتك؟ فيقال : كذا. وفي الحديث : «أفسد الله ضيعته» (٢) وفيه أيضا : «من ترك ضياعا» (٣) هو مصدر وقع موقع الوصف ، أي ضائعا ، وإن كسر صار جمع ضائع نحو جائع وجياع.
قوله : (أَضاعُوا الصَّلاةَ)(٤) قيل : أخّروها عن وقتها المحدود لها شرعا ، فكيف بمن ترك؟ ويدخل في ذلك من لم يحافظ على شروطها. وربّما يدخل من لم يواظب على سننها.
ض ي ف :
قوله تعالى : (هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ ضَيْفِ إِبْراهِيمَ)(٥) سمّاهم ضيفا وهم ملائكة ؛ يقال إنهم جبريل وميكائيل وملك الموت ، لأنهم أتوه في صورة الضّيف ، والمضيف (٦) الذي يأتي زائدا مع الضيف من غير استدعاء وهو الطفيليّ ، وزادوا فيه النون منبهة على ذلك. وأصل الضيف مصدر بمعنى الميل. يقال : ضفت إلى كذا وأضفته. وأنشد لامرئ القيس (٧) : [من الطويل]
__________________
(١) ٣٠ الكهف : ١٨.
(٢) النهاية : ٣ ١٠٨ ، وفيه : «أفشى». ورواية الأصل مثل رواية الهروي.
(٣) النهاية : ٣ ١٠٧ ، وفيه الضياع : العيال.
(٤) ٥٩ مريم : ١٩.
(٥) ٢٤ الذاريات : ٥١.
(٦) لعلها الضّيفن ، وهو الذي يأتي من غير دعوة ولكنه مرغوب فيه. أما الطفيلي فهو غير المرغوب فيه ، ويؤيد هذا الجملة بعدها.
(٧) الديوان : ٦٠ ، اللسان ـ المادة ضيف ، والإضافة منهما. أضفنا : أسندنا.