إن تقبلوا نعانق |
|
أو تدبروا نفارق |
قيل : عنت بذلك أن أباها كالنّجم في الشّرف وعلوّ المنزلة. والطوارق : الحوادث الآتية ليلا. وطرق فلان : أصيب ليلا. قال الشاعر (١) : [من الطويل]
كأني أنا المطروق دونك بالذي |
|
طرقت به دوني فعينيّ تهمل |
قوله تعالى : (فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِي الْبَحْرِ)(٢). الطريق : السبيل الذي يطرق بالأرض ، أي يضرب بها. وعنه استعير لكلّ مسلك يسلكه الإنسان من الأفعال محمودا كان أو مذموما ؛ فيقال : طريق الخير كذا ، وطريق الشرّ كذا. والطرق في الأصل كالضّرب (٣) لكنه أخصّ من حيث إنّه ضرب توقّع كطرق الحديد بالمطرقة. والضرب : تماسّ جسمين حسبما بينّاه في بابه. ثم يتوسّع في الطرق توسّعهم في الضرب. وعنه استعير طرق الحصى للتكهّن ؛ قال الشاعر (٤) : [من الطويل]
لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى |
|
ولا زاجرات الطير ما الله صانع |
ومنه الحديث : «الطّيرة والعيافة والطّرق من الجبت» (٥). وفسّر أبو عبيدة الطرق بأن يخطّ الكاهن بإصبعين ثم بإصبع ثم يقول : ابني عيان أسرعا البيان. وقد مرّ تفسير هذا (٦). واستعير الطّرق للماء الكدر الذي تخوضه الدوابّ لأنها طرقته بأرجلها ، ويقال : له ريق وطرق (٧) ، ومنه حديث إبراهيم : «الوضوء بالطّرق أحبّ إليّ من التّيمّم» (٨) وأنشد (٩) : [من الوافر]
__________________
(١) البيت من شواهد الراغب في المفردات : ٣٠٣ ، وفي الأصل : وعينك. والبيت من أبيات قالها أب في حضرة النبي صلىاللهعليهوسلم حين شكاه ابنه. والحديث في مسند أحمد ومسند أبي داود ومسند ابن ماجه.
(٢) ٧٧ طه : ٢٠.
(٣) وفي الأصل : كالطرب.
(٤) البيت للبيد (الديوان : ١٧٢) ، وفيه : الضوارب بالحصى. ورواية اللسان (مادة طرق) موافقة للأصل.
(٥) النهاية : ٣٠ ١٢١.
(٦) انظر تفسيره في النهاية : ٢ ٤٧.
(٧) الريق : تردد الماء على وجه الأرض من الضحضاح ونحوه إذا انصب الماء. وربما قرئت رنق ، وهي عكس الصافي من الماء.
(٨) اللسان ـ مادة طرق ، والحديث لإبراهيم النخعي كما في النهاية : ٣ ١٢٣.
(٩) البيتان لأبي خالد القناني ، والأول مذكور في اللسان من غير عزو ـ مادة ضعف والمشهور : رنقا بعد ـ