من جهة الآباء والأمهات. وقيل : طرفاه : ذكره ولسانه. وفسّر قولهم : كريم الطرفين بعفّة الفرج واللسان. ومنه قول قبيصة : «ما رأيت أقطع طرفا من عمرو» (١) يريد أدأب لسانا منه. ومن كلام زياد : «إنّ الدنيا قد طرفت أعينكم» (٢) أي طمحت بأبصاركم إليها وشغلتكم عن الآخرة. وقال الأصمعيّ : امرأة مطروفة : طرفها حبّ المال أي أصاب طرفها حّب المال ؛ فهي تنظر إلى كلّ من أشرف عليها. وقيل : معناه صرفتكم ، أي صرفت أعينكم عن النظر في عواقبها. يقال : طرفت فلانا عن كذا ، أي صرفته عنه. وأنشد (٣) : [من السريع]
إنّك والله لذو ملّة |
|
يطرفك الأدنى عن الأبعد |
ط ر ق :
قوله تعالى : (وَالسَّماءِ وَالطَّارِقِ)(٤) الطارق : النجم أيّ نجم كان. سمي طارقا لأنه يرى ليلا. وكلّ من أتى ليلا أو رئي فيه سمي طارقا. ومنه الحديث : «نهى المسافر أن يأتي أهله طروقا» (٥) أي ليلا. وفيه : «إلا طارقا يطرق بخير يا رحمان» (٦) وأصله أنّ الطارق هو السالك للطريق سمي طارقا لأنه يطرق الأرض والسبيل برجله ، أي يضربها بها عند سيره. ومن ثمّ سميت السبيل طريقا ، أي مطروقة بالأرجل ، إلا أنه خصّ في العرف بالآتي ليلا فقالوا : طرق أهله طروقا. وقول هند (٧) :
نحن بنات طارق |
|
نمشي على النمارق |
__________________
(١) النهاية : ٣ ١٢٠ ، وهو قبيصة بن جابر. وفي الأصل : عمر.
(٢) النهاية : ٣ ١٢٠.
(٣) البيت لعمر بن أبي ربيعة (اللسان ـ طرف).
(٤) ١ الطارق : ٨٦.
(٥) النهاية : ٣ ١٢١.
(٦) النهاية : ٣ ١٢١ ، وليس فيه «.. يا رحمان».
(٧) جاء في هامش الورقة ٢٠٧ آ من النسخة س تعليقا على شعر هند : «النمرق والنمرقة مثلثة : الوسادة الصغيرة أو الميثرة أو الطنفسة فوق الرحل. القاموس. وتمام الأبيات :
والدر في المخانق |
|
والمسك في المفارق |
ذكر الزبير بن بكار أنهن بنات العلاء بن طارق بن أمية بن عبد شمس بن المرقع من كنانة ، يضرب بهن المثل في الحسن والشرف. وهما لهند بنت عتبة لمشركي قريش يوم أحد تحرضهم على المسلمين». وفي اللسان بيت آخر (مادة ـ طرق) مع تغيير في الترتيب.