أطرافها». قوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ)(١) ، قيل هما صلاة الفجر والعصر. وأطراف النهار : ساعاته وأزمنته ، كأطراف المكان لنواحيه. والطّراف : بيت من الأدم من ذلك ، لأنه يؤخذ طرفه. قال طرفة بن العبد (٢) : [من الطويل]
رأيت بني غبراء لا ينكرونني |
|
ولا أهل هذاك الطّراف الممدّد |
وناقة طرفة : ترعى أطراف المرعى ، والمرعى : طريف (٣). وطريف : علم لرجل مشهور ، وهو أبو رجل من الخوارج ، قالت الفارعة ترثيه (٤) : [من الطويل]
أيا شجر الخابور مالك مورقا؟ |
|
كأنّك لم تجزع على ابن طريف |
ومطرف الخزّ : ثوب منه ، والجمع مطارف. قالت امرأة روح بن زنباع تهجوه (٥) : [من الطويل]
بكى الخزّ من روح وأنكر جلده |
|
وعجت عجيجا من جذام المطارف |
ومال طريف : تشبيها بأطراف المرعى ؛ يقال في خياره. ومنه طرف العراق. ورجل طريف : لا يثبت على امرأة. والطّرف للفرس الكريم وللرجل الشريف. وتحقيقه أنه لحسنه يطرف ، أي ينظر إليه. فالطّرف بمعنى المطروف كالذّبح بمعنى المذبوح. وبهذا المعنى قيل هو قيد النّواظر ، أي إذا رآه ناظر أقتصر عليه فقيّده مجازا. وفي المثل : «لا يدري أيّ طرفيه أطول» (٦) قيل : طرفاه نسب أبيه ونسب أمّه. يقال : هو كريم الطّرفين ، أي
__________________
(١) ١١٤ هود : ١١.
(٢) الديوان : ٤٢.
(٣) الطريف : ما تتناوله الناقة (المفردات : ٣٠٢).
(٤) في الأصل للنابغة ، وهو سقط قلم. والفارعة بنت طريف. من أبيات ذكر ياقوت اثنين منها والخابور : اسم لنهر كبير بين رأس العين والفرات في الجزيرة السورية (معجم البلدان ـ خابور). وابن طريف خارجي ، أخوها (معاهد التنصيص : ٣ ١٥٩).
(٥) هو روح بن زنباع الجذامي ، أمير فلسطين وسيد اليمانية في الشام وقائدها وخطيبها. وله صحبة ، وقيل : ليس له صحبة (أسد الغابة : ٢ ١٨٩).
(٦) قال الأصمعي : معناه لا يدري أنسب أبيه أفضل أم نسب أمه. وقيل غير ذلك (مجمع الأمثال : ٢ ٢١٤). وفي النهاية (٣ ١٢٠) جاء الفعل مبنيا للمجهول.