بعضا. وفي الحديث : «لا بأس بالسباق ما لم تطرده ويطردك» (١). الإطراد : أن تقول : إن سبقتني فلك عليّ كذا وإن سبقتك فلي عليك من غير تحلّل.
ط ر ف :
قوله تعالى : (قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ)(٢) أي قبل أن يرتدّ إليك جفنك عند فتح عينك يقال : طرف يطرف : إذا فعل ذلك. وقال الفراء : معناه قبل أن يأتيك الشيء من مدّ بصرك. وقيل : بمقدار ما يبلغ البالغ إلى نهاية نظره ، والأول أبلغ. قوله : (فِيهِنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ)(٣) أي فاترات الطرف ، وهو صفة مدح في الأعين. وقيل : قصرت أبصارهن على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم. والطّرف : الجفن ، وهو أيضا تحريك [الجفن](٤) للنظر ، إذ كان تحريك الجفن (٥) يلازمه الطّرف. وطرف فلان : أصيب طرفه.
قوله : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها)(٦) أي من نواحيها ، وذلك عبارة عن فتوح بلاد الشرك على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم. وقيل : فتوح البلاد بعده. وفي ذلك دلالة على نبّوته لصدق ما وعد به. والطّرف : الناحية ، وقيل : هو كناية عن موت العلماء ، الواحد طرف بالكسر وسكون الراء. وقيل : يقال فيه طرف أيضا. والأشراف يسمّون الأطراف ، كذا قال الهرويّ ، وفي العرف العكس. وطرف الإنسان : جوارحه كاليدين والرجلين. والظاهر أن قوله : (نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها) عبارة عن أخذ الناس بالموت ، وأن لا أحد يبقى كقوله تعالى : (قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ)(٧).
قوله تعالى : (لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٨) أي جماعة منهم. وقيل فيهم ذلك من حيث إنّ تنقيص طرف الشيء يتوصّل به إلى توهينه وإزالته ، ومن ثمّ قيل : «ننقصها من
__________________
(١) النهاية : ٣ ١١٧.
(٢) ٤٠ النمل : ٢٧.
(٣) ٥٦ الرحمن : ٥٥.
(٤) إضافة يقتضيها السياق.
(٥) في الأصل : الطرف. والتصويب من المفردات : ٣٠٢.
(٦) ٤١ الرعد : ١٣.
(٧) ٤ ق : ٥٠.
(٨) ١٢٧ آل عمران : ٣.