وطسم مقلوبه. وطريق طامس : إذا لم يبق فيه أثر ولا علم. وأنشد لكعب بن زهير (١) : [من البسيط]
عرضتها طامس الأعلام مجهول
قوله تعالى : (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً)(٢) أي نجعلها مثل أقفائها لا عين ولا فم ولا أنف كالقردة (٣). ومنه قوله تعالى : (وَلَوْ نَشاءُ لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ)(٤) أي محونا أثرها وأزلنا ضوءها كما يزال الأثر. وقيل : (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً ؛) ذلك في الدّنيا بأن نجعل الشّعر على وجوهكم فيكسوها ، فتصير وجوهكم كوجوه القردة ، وقد وقع ذلك لأسلافهم. وقيل : معناه : نردّهم من الهداية إلى الضلالة كقوله : (وَخَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً)(٥). وقيل : عنى بالوجوه الرؤساء والأكابر ، أي نجعل رؤساءهم أسافل وأذنابا كقول الأفوه الأوديّ (٦) : [من البسيط]
... فالأذناب أكتاد
وذلك أعظم أسباب البوار. ومثله : «وأن ترى الحفاة العراة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان» (٧). وقيل ذلك إشارة إلى ما يفعل بهم في الآخرة. وقيل : الطّمس : استئثار أثر الشيء. ومنه قوله تعالى : (فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ)(٨). ومنه طمست الريح آثار القوم.
__________________
(١) عجز من «بانت سعاد» ص : ٩. وصدره :
من كلّ نضّاخة الذّفرى إذا عرقت
(٢) ٤٧ النساء : ٤.
(٣) وفي الأصل : كالقرصة.
(٤) ٦٦ يس : ٣٦.
(٥) ٢٣ الجاثية : ٤٥.
(٦) من داليته المشهورة (الأمالي : ٢ ٢٢٢) ، وتمام البيت :
أمارة الغيّ أن يلقي الجميع لذي ال |
|
إبرام للأمر ، والأذناب أكتاد |
(٧) صحيح مسلم ، باب الإيمان : ١ ، ٧.
(٨) ٨ المرسلات : ٧٧.