من المطيّبين وعمر من الأحلاف. وفي المثل : «ذهب منه الأطيبان» (١) قيل : النوم والأكل. وقيل : الأكل والنّكاح.
قوله تعالى : (طُوبى لَهُمْ)(٢) هي من الطّيب ، وإنما قلبت التاء واوا لانضمام ما قبلها ، وهما لغتان في كلّ صفة على فعلى عينها معتلة نحو طيبى وطوبى ، وقد قرئ بهما (٣). ورجل كوسى وكيسى ، وصيفى وصوفى. وقيل : هي شجرة في الجنة. فذكر من صفاتها أنه ليس بيت في الجنة إلا وفيه غصن من أغصانها ، وإن الراكب المجدّ يسير في ظلّها خمس مئة عام. وأحوال الآخرة لا تدخل تحت العقل. وقيل : بل هي إشارة إلى كلّ مستطاب في الجنة من غنى بلا فقر ، وبقاء بلا فناء ، وشباب بلا هرم ، وريّ بلا ظمأ ، وشبع بلا جوع. وهذا كلّه واقع والله أعلم بما أراد.
قوله : (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ)(٤) هو ذكر الله تعالى ، وتلاوة القرآن ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وإغاثة الملهوف ، وإعانة المظلوم ، كقوله تعالى : (لا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْواهُمْ) الآية (٥).
ط ي ر :
قوله تعالى : (فَيَكُونُ طَيْراً)(٦) وقرئ طائرا (٧) ؛ قيل : الطير جمع طائر نحو راكب وركب ، وصاحب وصحب. والطائر : كلّ ذي جناح يسبح في الهواء. طار يطير طيرانا. قيل : لم يخلق من الطّير غير الخفّاش ، وكان يطير ثم يقع ميتا لا ينسل. قوله :
__________________
(١) مجمع الأمثال : ١ ٢٨١.
(٢) ٢٩ الرعد : ١٣. قرئت «طوبى» بالرفع. ويقول الفراء : «ولو نصب طوبى والحسن كان صوابا» (معاني القرآن : ٢ ٦٣). وذهب الفراء بها مذهب الدعاء ورفعها (الكتاب : ١ ١٦٦).
(٣) حكى أبو حاتم السجستاني في كتاب القراءات قال : قرأ عليّ أعرابي بالحرم «طيبى لهم» فقلت : «طوبي». فقال : «طيبى». فلما طال علي قلت : طوطو ، فقال : طي طي (اللسان ـ طيب).
(٤) ١٠ فاطر : ٣٥.
(٥) ١١٤ النساء : ٤. وفي الورقة ٢٢٣ ، نسخة ح. حاشية من غير خط المؤلف فيها تعليق ودعاء حول الخبيث والطيب ، لم نر فيها ضرورة علمية وهي طويلة جدا تعادل ورقة.
(٦) ٤٩ آل عمران : ٣.
(٧) إذا كان الطير اسما للجمع كالجامل والباقر.