ولا يضاف إلا إلى اسم جنس ظاهر. وشذّت (١) إضافته للعلم ، نحو : ذي رعين ، ذي يزن ، ذي الكلاع ، وكثر في أقيال حمير ، ووجد في حجر مكتوب : «أنا الله ذو بكّة». وشّذت إضافته إلى المضمر في قولهم : [مجزوء الرمل]
إنّما يصطنع (٢) المع |
|
روف في الناس ذووه |
وقال الآخر (٣) : [من الوافر]
صبحنا الخزرجيّة مرهفات |
|
أبار ذوي أرومتها ذووها |
ويعرب بالأحرف الثلاثة نيابة عن الحركات ، ويثنّى ويجمع جمع السلامة فيقال : ذوا كذا رفعا ، وذوي كذا نصبا وجرا. وقد تقدّم في قوله : ذووه وذووها وذوي أرومتها. ومؤنثه ذوات فإذا ثنّيت فالأكثر ردّ المحذوف كقوله تعالى : (ذَواتا أَفْنانٍ)(٤). وقد يقال : ذاتا على اللفظ. ومنه قوله : بين ذات العوج. وقول أهل الكلام وغيرهم : ذات الشيء يعنون بها نفسه وعينه فيقولون : ذاته كذا أي نفسه فيستعملونها مفردة ومضافة لظاهر تارة ومضمر أخرى ، وينكرونها مقطوعة عن الإضافة ومعرّفة بأل فيقولون : ذاتك ، وذات من الذّوات ، والذات. فيجرونها مجرى النّفس ، وكلّ ذلك ليس من كلام العرب ؛ نصّ عليه الراغب (٥). وأصل وضع «ذي» التوصّل به إلى الوصف بأسماء الأجناس نحو : [مررت](٦) برجل ذي مال وذي علم. وقد شذّ إفراده عن الإضافة بأنّ مجموعه جمع المذكر السالم في قول الكميت (٧) : [من الوافر]
وما أعني بقولي أسفليكم |
|
ولكنّي أريد به الذّوينا |
__________________
(١) في الأصل : وشذ.
(٢) في الأصل : يعرف ، والتصويب من اللسان مادة ـ ذو.
(٣) البيت لكعب بن زهير (الديوان : ٢١٢ ، واللسان ـ مادة ذو).
(٤) ٤٨ الرحمن : ٥٥.
(٥) المفردات : ١٨٢.
(٦) الكلمة ساقطة من الأصل ، والسياق يؤدي إليها.
(٧) الديوان : ٢ ١٠٩ ، وهو من شواهد سيبويه مع اختلاف طفيف (الكتاب : ٣ ٢٨٢). يريد بالأسفلين جمع أسفل خلاف الأعلى. والذوين جمع ذو ، ويعني أذواء اليمن.